هكذا اختارت "مراسلون بلا حدود" يوم حرية الصحافة لتصريف أحقاد فرنسا ضد المغرب وتلميع صورة الـ"كابرانات"

الكاتب : الجريدة24

03 مايو 2023 - 09:00
الخط :

هشام رماح

ذبحت فرنسا حرية الصحافة ونكلت، وقد جعلت من اليوم العالمي للأخيرة، مناسبة لتقتص من المغرب، عبر منظمة مراسلون بلا حدود، التابعة لها، والتي تسلطها على الدول التي رفعت في وجهها لا وحلقت بعيدا عن السرب الذي تقوده، مثلما فعلت المملكة الشريفة.

ولتأكيد ما سبق تكفي العودة إلى التصنيف الـ21 الذي نشرته المنظمة الخاضعة لفرنسا والكائن مقرها في باريس، اليوم الأربعاء 03 ماي 2023، والذي جعلت فيه المغرب أدنى مرتبة من الجزائر، كما جعلت فرنسا تتقدم مرتبتين مقارنة مع تصنيف العام الفارط، رغم ما اقترفته من انتهاكات في حق الإعلاميين كما سجل العالم مؤخرا في الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد.

بين المغرب المُستهدَف والجزائر دلوعة الفرنسيس

في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يتزامن مع اليوم الأربعاء، أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تصنيفها السنوي لحرية الصحافة في دول العالم وفقاً لمؤشر حرية الصحافة العالمي، وهو التقرير الذي شمل 180 بلدا، وجعل المغرب في المرتبة 144 عالميا متأخرا عن الجزائر التي حلت في الرتبة 136 ثم تونس في الرتبة 121.

وظهر جليا أن المنظمة المحسوبة على الدولة العميقة في فرنسا، قررت الانتقام من المغرب عبر تأخيره لعشر درجات، خلال تصنيف 2022، فيما أخرت الجزائر، التي يسود فيها نظام عسكري قائم على قمع الصحافة والصحافيين، لدرجتين مقارنة مع تصنيف سنة 2021.

وفي تحامل شائن على المغرب، جرى الزج به في مرتبة أدنى من جيرانه، في تصنيف مؤشر الصحافة، رغم أن سنة 2022، كانت سنة بيضاء، لم تشهد أدنى اعتقالات في صفوف الصحافيين المغاربة، في الوقت الذي اقترف النظام العسكري الجزائري كل الفظائع في حقهم، ثم وجد منظمة "مراسلون بلا حدود" رهن إشارة فرنسا لتبييض وجهه أمام العالم.

وبالعودة لسجلات دولة الـ"كابرانات" برسم 2022، يمكن بكل بساطة، جرد اعتقال الصحفي "إحسان بلقاضي"، مدير موقع "Maghreb Emergent" و"Radio M"، في الـ24 من شهر دجنبر من نفس العام، وهو الاعتقال الذي كلف الصحفي الجزائري خمس سنوات سجنا فيما بعد، لا لشيء سوى لأنه تكهن في مقال رأي له، بأن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، البالغ من العمر 77 عاما، يرغب في الترشح لولاية أخرى في منصبه، وناقش في نفس المقال ما إذا كان الجيش الجزائري سيوافق على ذلك.

أيضا، كانت السلطات الجزائرية اعتقلت "بلقاسم حوام"، صحفي جريدة الشروق الجزائرية، بسبب مقال صحافي حول وقف تصدير التمور المسرطنة، وهو المقال الذي اعتبره النظام العسكري الجزائري، ترويجا لمعلومات كاذبة، فكان أن أدين بسنة حبسا منها شهران نافذان، ليغادر السجن في 8 نونبر 2022.

اللافت أن فرنسا، حاولت تجميل صورة النظام العسكري الجزائري عبر منظمة "مراسلون بلا حدود"، رغم الجدل الذي أثير مؤخرا في الجزائر من خلال اعتقال الصحفي "مصطفى بن جامع"، في الثامن من شهر فبراير من العام الجاري، بتهمة تسهيله هروب الصحافية "أميرة بوراوي" نحو تونس، ومن ثمة إلى فرنسا التي تدخل رئيسها "إيمانويل ماكرون" لدى قيس سعيد الرئيس التونسي، حتى يسمح لها بمغادرة البلاد.

مراسلون بلا حدود وحرب كسر العظام

وبدا جليا أن فرنسا، لم تستسغ كيف أن المغرب قرر كسر طوق التبعية لها، فأعملت ضده كل الوسائل وسلكت كافة السبل، لتلطيخ صورته وجعله مدانا في تصنيف مؤشر حرية الصحافة، رغم "البطولة" التي أظهرها نظام الـ"كابرانات" في هذا الصدد، بما يضرب في الصميم كل ادعاءات منظمة "مراسلون بلا حدود" الخاضعة لها، ويجعل منهجية عمل هذه الأخيرة محط تساؤل.

وبالعودة إلى منهجية التصنيف التي تعتمده المنظمة المسخرة من لدن فرنسا، فإنها تجملها في "حصيلة كمية للانتهاكات المرتكبة ضد الفاعلين الإعلاميين أثناء ممارسة عملهم، وكذلك ضد وسائل الإعلام"، وهو أمر أبعد ما يكون عن التطبيق بالنظر للتصنيف المعلن عنه اليوم الأربعاء.

كذلك، وبالعودة إلى منظمة "مراسلون بلا حدود"، وإلى من يديرها، يبطل عجب من الحرب الشعواء التي تخوضها بالوكالة ضد المملكة الشريفة، متى عرف الجميع أن أمينها العام "كريستوف ديلوار"، يمت بعلاقات مشبوهة مع منظمات أجنبية معادية للمملكة المغربية، وهو أمر لا يلتفت له إلا غافل، وهو الذي استطاب التهجم على المغرب، كلما سنحت له الفرصة.

وكان "كريستوف ديلوار"، أعلن حربا إعلامية ضد المغرب، شهر ماي 2022، حينما أطل عبر قناة "فرانس 24" التابعة للاستخبارات الفرنسية، ليدافع عن عمر الراضي، "الصحفي"، المعتقل على خلفية اغتصابه زميلة له، وليقرر، بلا تردد، الاصطفاف إلى جانب الجلاد بينما ضرب صفحا عن لقاء الصحفية "ح. ب"، في 2021، رغم أنه أمين عام منظمة كان حريا به أن يتعاطى بمنطق التوازن مع قضية تهم "صحفيا" وصحفية، لكن الدولة العميقة في فرنسا كان لها رأي آخر في حرب كسر العظام التي تشنها ضد المغرب.

آخر الأخبار