هكذا وضع عمر هلال النقاط على الحروف إزاء هرطقات ممثل نظام الـ"كابرانات"

الكاتب : الجريدة24

27 مايو 2023 - 11:00
الخط :

هشام رماح

لطالما كان المغرب واضحا.. فهو لا يقبل بالمنطقة الرمادية فيما يتعلق بقضيته الأولى.. ومن هكذا منطلق، يمتشق عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة.. كل الوضوح، متى تحدث عن الصحراء المغربية أو جرته إليه هرطقات، "عمار بن جامع"، ممثل النظام العسكري القائم بجارة السوء، والذي لا يريد بالمملكة الشريفة إلا سوءا.

عمر هلال، السفير الذي خبر معارك المكاشفة ومؤامرات الكواليس، وكعادته حسم وأفحم.. وأكد للجميع وبالفم "المليان" كما يقول أشقاؤنا المصريون، بأن المملكة المغربية أنهت وبشكل بات وقطعي قضية استعمار الصحراء المغربية، منذ عام 1975، بموجب اتفاق مدريد.

وظل "عمار بن جامع"، ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة، يزن ويطن يريد البطولة للـ"كابرانات" العجائز، حتى وجد الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، له بالرصاد، خلال المؤتمر السنوي للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، المنعقد هذا الأسبوع في "بالي" بإندونيسيا.

وانبرى عمر هلال، إلى ممارسة حقه في الرد كما ينبغي إثر التدخلات الاستفزازية للممثل الدائم للجزائر في الأمم المتحدة، ليقرعه بالقول "إلى أولئك الذين مازالوا يتحدثون عن إنهاء الاستعمار، نقول لهم إن إنهاء الاستعمار في الصحراء المغربية قد تم طيه. فقد تم استكماله في عام 1975 على إثر اتفاق مدريد، الذي تم إيداعه لدى الأمين العام للأمم المتحدة وصادقت عليه الجمعية العامة الأممية في السنة ذاتها".

وإذ ذكَّر الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بأن قضية الصحراء المغربية تعد قضية وحدة ترابية للمملكة الشريفة، ولا تتعلق بأي حال من الأحوال بإنهاء الاستعمار، أكد على أن القول الذي يخص داعمي العملية السياسية الأممية و"استيفان دي ميستورا"، المبعوث الشخصي للأمين العام، يفيد بتجديد التأكيد على التزام المغرب الحازم بهذه العملية من أجل التوصل إلى حل واقعي، وعملي، ودائم وتوافقي لهذا النزاع الإقليمي، وفقا لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2654".

وإذ تدعم الأغلبية الساحقة ضمن مجموعة الـ24، المغرب ومقترحه حول الحكم الذاتي، فقد أعد عمر هلال العدة والأحاديث لكل طرف من الأطراف بتباين مواقفهم ووجهات نظرهم، وقد تساءل عند مخاطبته للذين يدافعون عن تقرير المصير واستغلال القرار 1514، حول "صمتهم المريب" بشأن باقي قرارات الأمم المتحدة، لا سيما القرارين 1541 و2625، اللذان يحفظان الوحدة الترابية للدول، قبل أن ينبري إلى إدانة التأويل "المنحاز والإيديولوجي" لمبدأ تقرير المصير والقرار 1514.

أيضا، استغل عمر هلال الفرصة لإعطاء الدروس لمن لا يفقهون الفرق بين المباديء الأممية، ليحيل على أن مبدأ "الوحدة الترابية يسمو على تقرير المصير"، وليؤكد على أن "مبدأ تقرير المصير هو حق إيجابي، لم يظهر إلا في العام 1960، بفضل القرار 1514" ، في حين أن الوحدة الترابية مبدأ قائم منذ وجود البشرية، ومنذ قيام الدول، ولذلك خلص ممثل المملكة لدى الأمم المتحدة إلى القول إنه "حق ظهر منذ قرون عديدة".

ولفت عمر هلال انتباه المستمعين في المؤتمر الذي احتضنته "بالي" إلى أن تقرير المصير لا يعد مبدأ انتقائيا، وبأنه لا يمكن ادعاء تطبيق هذا المبدأ على شعب معين ورفضه بالنسبة لشعوب أخرى. وأكد أن القانون الدولي يعد كونيا ويتعين تطبيقه على الجميع.

ومن ثمة توجه السفير المغربي، بالسؤال إلى "عمار بن جامع" حول "العراقيل" التي تواجه التسوية السياسية لقضية الصحراء المغربية، لفت السيد هلال إلى أن المغرب دعم على الدوام العملية السياسية والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ووافق على قرارات مجلس الأمن.

وعرى الممثل الدائم للمملكة المغربية "خديم العسكر" المكلف بمهمة تقويض المغرب دونا عن غيره، وقد استفسره مستنكرا "من الذي يرفض رسميا قرارات مجلس الأمن؟ من يرفض العودة إلى مسلسل الموائد المستديرة؟ من يعترض على إحصاء سكان مخيمات تندوف؟ من يؤوي على أراضيه جماعة انفصالية مسلحة ضد البلد الجار؟ من ينكر مبدأ حسن الجوار؟ ومن يرفض التسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار الذي دعا إليه ميثاق الأمم المتحدة؟".

وانحاز عمر هلال على الوضوح مخاطبا جموع الحاضرين بالقول إن قضية الصحراء المغربية نزاع سياسي تعد الجزائر طرفا فيه، لذلك ورد ذكر الجزائر خمس مرات في قرارات مجلس الأمن الأخيرة، مشددا على أن تسوية هذا الخلاف ستتم عندما تستأنف الجزائر مشاركتها في الموائد المستديرة، وفقا للقرار 2654، وذلك في احترام كامل للوحدة الترابية للمملكة الشريفة.

كذلك، وجد ممثل المملكة لدى الأمم المتحدة الفرصة سانحة للتذكير باليد الممدودة للملك محمد السادس، الذي حرص، في عدة مناسبات، على نهج سياسة اليد المدودة إلى الرئيس الجزائري ليناقش، دون شروط، جميع القضايا الثنائية سواء تعلق الأمر بالصحراء المغربية أو بفتح الحدود التي تم إغلاقها منذ أزيد من ثلاثة عقود، أو حتى بالاجتماعات القطاعية والتعاون الثنائي.

وختم السفير المغربي مداخلته قائلا إنه "لن يكون هناك حل لهذا النزاع دون انخراط من طرف البلد الجار (الجزائر)، حتى نتمكن من إيجاد حل في إطار احترام الوحدة الترابية للمملكة وحسن الجوار، ومن هناك تحقيق، في نهاية المطاف، حلم المغرب العربي الكبير".

فعلا.. وضع عمر هلال النقاط على الحروف إزاء هرطقات ممثل نظام الـ"كابرانات".. وذلك ليس أمرا يتأتى بالصدفة، وهو ينبع عن الإيمان القوي بنبل القضية الأولى للمغاربة.

آخر الأخبار