فرنسا تطلق آلتها الدعائية ضد المغرب بعد فشل مخططها لتسييس عمليات الإغاثة

هشام رماح
لم تتخلص فرنسا بعد من عقليتها المتعالية وتصرفاتها المغرقة في النرجسية، إذ لم تهضم كيف أن المغرب أفشل مخططاتها للعب على حبل عمليات انقاذ وانتشال ضحايا "زلزال الحوز" من تحت الأنقاض، لتطلق أبواقها المسعورة ضده.
وترنح "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي كثيرا، وهو يبدي استعداد بلاده للمساعدة في عمليات الإغاثة، لكن صدود المغرب الذي قرر التغريد بعيدا عن سرب فرنسا، آلمه كثيرا، وهو يحصي تبعات حربائيته وانتصاره لأجلاف النظام العسكري على شريك وحليف استراتيجي.
وبكل الخسة المنتظرة من إعلام فرنسي مارق يقتات على لواعج الآخرين، انبرت أبواق الدولة العميقة هناك، إلى محاولة حصر المغرب في الزاوية عبر الترويج لمغالطات تتهم السلطات المغربية، بالتسبب في استدامة آلام ضحايا الزلزال، لأنها رفضت مساعدة فرنسا.
وفي تصوير قبيح للأزمة التي ألمَّت بالمغرب بعد الهزة الأرضية التي هزت إقليم الحوز، ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023، حوَّرت صحيفة "Libération" صفحتها الأولى، دون أن تستطيع تسمية الأشياء بمسمياتها، بعدما رأت من المملكة المغربية حرصها الأكيد على الحفاظ على سيادتها، والتصرف إزاء القوة القاهرة التي ضربته بكل ما أوتيت من قوة وجهد دون الحاجة للعودة إلى حضن فرنسا المسموم.
كذلك، وبعيدا عن التضامن المفترض، وفي تسييس بئيس لعمليات الإنقاذ، ارتأت قناة "BFM TV"، الترويج لاتهامات للمغرب بكونه يتسبب في تعثر عمليات الإنقاذ لكونه رفض مساعدة فرنسا، التي اعتبرتها القناة مخلصة الشعوب من النوائب.
وأطلقت الدولة العميقة في فرنسا آلتها الدعائية ضد المغرب، بعدما رأت بريطانيا وإسبانيا اللتان تحفانها تدخلان على الخط مع دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر، وبعدما كانت تظن أن المغرب سيتمسح بأقدامها، وهي التي ظنته قاصرا وحائطا قصيرا قد تطوي بمساعدتها صفحات الخلاف الكثيرة التي فتحها ساكن قصر الـ"إيليزي" الطائش.