هكذا صدقت الأرقام وخابت آمال جنوب إفريقيا في مواجهة المغرب

الكاتب : الجريدة24

07 فبراير 2024 - 12:00
الخط :

هشام رماح

بين الأوهام والحقائق قد يتوضع خيط رفيع فاصل، بما يجعل الأمور تلتبس على البعض، لكن الأرقام لا تكذب كما يُقِرَّ بذلك المعتقدون في الرياضيات، وهي الأرقام التي قدمها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ليكشف للعالمين أن جنوب إفريقيا، التي تترنح لتجد لنفسها موطيء قدم في القضية الأولى للمغاربة، لا تعني شيئا ومحاولاتها لن تسفر عن شيء ولو ذهبت إلى المريخ.

وبكل الحصافة، بدد ناصر بوريطة، وزير الخارجية، كل الغموض حول ما قد يجمع بين جنوب إفريقيا، والمبعوث الأممي السويدي "استيفان دي ميسورا"، وهو يطمئن المغاربة وأشقاء المملكة على أن جنوب إفريقيا، لا تحتمل الحجم الذي يفترض فيها، وبأن بلاد "سيريل رامافوزا" التي تتاجر بأيقونة "نيلسون مانديلا"، لا ولن يكن لها أي تأثير البتة في قضية الصحراء المغربية والنزاع المفتعل حولها.

ولإزالة الغشاوة عن المغرر بهم من خصوم الوحدة الترابية للمغرب، قال ناصر بوريطة، إن الوقائع تفيد بأنه في الوقت الذي اعترفت جنوب إفريقيا بالجبهة الانفصالية "بوليساريو"، في 2004، وفي مقابل ذلك سحب لـ27 دولة لاعترافها بهذا الكيان المارق، ولو كان الأمر مثلما يسوق البعض، لما تحقق مثل هكذا رقم ساطع ومدون مداد من ذهب في كتب التاريخ.

رقم آخر، أورده ناصر بوريطة، وهو واقع لم يستطيع أحد إنكاره، إذ منذ 2004، كان لجنوب إفريقيا، أن حظيت ثلاث مرات على الأقل، بمنصب عضو غير دائم بمجلس الأمن، لكنها لم تستطع أن تحرك قرارات مجلس الأمن قيد أنملة، ولم تغير حتى فاصلة فيها، رغم المناورات التي قادتها منذ أن اعترفت بـ"بوليساريو" قبل 20 سنة.

معطى آخر تقدم به وزير الخارجية، وهو أن نصف أعضاء الـ"SADC"، وهي "مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي"، والتي تقع ضمن المجال الحيوي لهذا البلد المناويء للوحدة الترابية للمملكة، سحبت اعترفاها بالجبهة الانفصالية، والأكيد أيضا وهو حقيقة مرة لخصوم الوطن، أن ثلث الدول الأعضاء في هذه المجموعة فتحت قنصليات لها بالصحراء المغربية.

وكما أن جنوب إفريقيا، وضعت الأيادي والأرجل للحؤول دون انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي، فإن محاولاتها باءت بالفشل، ولم تستطع تغيير واقع أصبح مكرّسا، كما أنها حلمت بتقويض ولوج المغرب لـ"مجلس الأمن والسلم"، لكن الأرقام تفيد بأن المغرب أصبح عضوا فيه منذ خمس سنوات خلت، وهو الآن يترأسه.

ثم ماذا؟ لقد حاولت جنوب إفريقيا، الوقوف في وجه المملكة الشريفة بدعم من النظام العسكري الجزائري، وقطع الطريق أمام انتخابه في مجلس حقوق الإنسان الأممي بجنيف، فكان أن حسم المغرب السباق بفارق شاسع، وعلى سبيل المثال حصد 10 أصوات إفريقية مقابل ثلاثة يتيمة كانت من نصيب بلاد "سيريل رامافوزا".

وإمعانا في تبيان الحجم الحقيقي لجنوب إفريقيا، أفاد ناصر بوريطة، بأن الأخيرة لن تستطيع أبدا التأثير لا حاليا ولا مستقبلا في قضية الصحراء المغربية، وأن المغرب لن يتزحزح عن مبادئه التي حددها مجلس الأمن، واعتماده على الموائد المستديرة كآلية قد تفضي إلى حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

أيضا، كان قمينا بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن يشدد على أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، إنما هو الحل النهائي، وأنه ليس مقبولا التفاوض بشأن ذلك أو محاولة التلاعب فيه، وأن كل إخلال بهكذا شروط من شأنه أن يجعل المملكة تعيد النظر وتتخذ إجراءات على ضوء ذلك.

ولكل هذا، فعلا صدق ناصر بوريطة، والأكيد أن "استيفان دي ميستورا" لن يغير شيئا بحلوله بجنوب إفريقيا، لأن حتى لو ذهب إلى المريخ لن يؤثر ذلك شيئا في القضية الأولى للمغاربة.

آخر الأخبار