عندما يقود هوس "البوز" ورفع نسبة المشاهدة إلى فبركة الجرائم الوهمية

الكاتب : شيماء الساعيد

25 مارس 2024 - 02:30
الخط :

قاد الهوس بـ"البوز"، العديد من المشاهر المغاربة لافتعال مشاكل وهمية وجرائم مفبركة، الهدف منها خطف الأنظار واللهفة على نسب المشاهدات، وهو ما تابعه العديد من النشطاء المغاربة خلال الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد العمراني أستاذ باحث في علم النفس، أكد في حديثه مع "الحريدة24"، أن بعض المشاهير تجاوزوا الخطوط الحمراء في طريقة إثارتهم لـ"البوز"، حيث انتهى بهم الأمر لافتعال جرائم خطيرة لها انعكاسات سلبية على المجتمع من أجل تحقيق هدفهم من "سوشيل ميديا"، وهو ما حدث على حد تعبيره، مع المنشط الإذاعي "مومو"، مشددا على أن الجريمة التي فبركها لا يجب أن تمر مرور الكرام.

وأكد المتحدث ذاته، أن بعض المشاهير أصبحوا لا يبالون لعواقب تصرفاتهم التي يخرجونها للعلن، مبرزا أن هذه الفئة عليها أن تكون قدوة للشباب المتابع لها وليس مثالا للمجرمين، مضيفا أنه حان الوقت لوضع حد لتجاوزات بعض المشاهير الذين أنساهم "البوز" مبادئهم.

وختم الباحث حديثه، مؤكدا أن تفاعل المصالح الأمنية مع الجريمة التي فبركها "مومو"، ستكون قرصة أذن للمشاهير المغاربة ودرسا للذين يستغلون شعبيتهم لإثارة "البوز"، بمشاكل وهمية وبمواضيع لا تمت للحقيقة بصلة.

وكشفت مصادر مطلعة أن مقدم البرنامج الصباحي على إذاعة هيت راديو الخاصة مومو معني بالبحث الذي أمرت به النيابة العامة وذلك لتحديد جميع المتورطين في اختلاق جريمة وهمية، ونشر خبر زائف يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين بواسطة الأنظمة المعلوماتية، وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة.

مومو وطاقمه الإذاعي عمد الأسبوع الماضي إلى إيهام المستمعين انهم يجرون اتصالا هاتفيا مع شخص يتحدث عن ملابسات سرقة مزعومة لهاتفه عندما كان يجري اتصاله المباشر مع مومو.

وبعد مدة وجيزة عاد نفس الشخص وربط الاتصال بمومو الذي زعم  تقاعس مفترض من جانب مصالح الأمن، حيث تعاملت معه على أنه تبليغ عن جريمة حقيقية، وفتحت بشأنه بحثا قضائيا بغرض توقيف المشتبه فيهم وتحديد المسؤوليات القانونية اللازمة.

لكن الأبحاث المنجزة، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كشفت أن الشخص المتصل انتحل هوية مغلوطة، واختلق واقعة سرقة وهمية بمشاركة شخص ثان، ولم يراجع أي مصلحة أمنية، وأنه تحصل على الهاتف بغرض تحقيق منافع شخصية والرفع من مشاهدات الإذاعة المذكورة.

ومكنت التحريات المتواصلة في هذه القضية من توقيف المشارك الثاني في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، التي تمس بالشعور بالأمن والسكينة العامة، والذي تبين أنه سبق أن قام بعدة عمليات تدليسية مماثلة وفق نفس الأسلوب الإجرامي.

وبحسب بلاغ لمديرية الامن صدر صباح اليوم الاثنين فان المصلحة الولائية للشرطة القضائية أبحاثها في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة، حيث يجري حاليا إجراء خبرات رقمية دقيقة بغرض التحقق من إمكانية وجود تحريض أو تنسيق مسبق بين المشتبه فيهما وطاقم البرنامج الذي تلقى هذا الاتصال، والذي تضمن عناصر تأسيسية مادية ومعنوية لعدد من الجرائم المعاقب عليها قانونا.

 

آخر الأخبار