هكذا يحاول "حِملان" "العدل والإحسان" التشويش على ما استطاعه المغرب وفشل فيه الآخرون

الكاتب : الجريدة24

30 مارس 2024 - 10:00
الخط :

هشام رماح

لمن يرى عَدَدَ المسيرات التي احتشد فيها مريدو الشيخ الراحل "عبد السلام ياسين"، في جماعة "العدل والإحسان"، والعُدَدِ التي أُعِدت لذلك، وهم يسوقون لأنفسهم ناصرين لفلسطين منافحين عن غزة، يتعجب من إطباق كل هؤلاء لأفواههم المشرعة حاليا، متى تعلق الأمر بقضايا وطنية تهم الوطن الذي يفترشون أرضه ويلتحفون سماءه، بينما قلوبهم زائغة عنه.

وما يؤكد على خبث مساعي الطالب والمطلوب في ما يقترفه المغيبون في جماعة الشيخ، أنهم يخرسون ويتوارون إلى الوراء، متى طال وطنهم ما يستحق الوقوف إلى جنبه، فلا يلقون بالا إلا إلى إثارة الفوضى وإعاثتها طمعا في تجل صارخ لسليقة قميئة تتجذر في نفوس، مريدين يلتحفون "صمت الحملان" وهم يساقون من شيوخهم نحو المسلخ.

وليس بريئا البتة، ما يقوم به المريدون وهم يدعون مساندتهم لفلسطين، فهو يأتي، بأوامر من الشيوخ، بعدما استطاع المغرب بملكه، ما لم يستطعه الآخرون، وكسر الحصار، ومن ثمة إرسال مساعدات إلى غزة عن طريق البر، وبذلك فما يقوم به هؤلاء المغيبون ليس غير محاولة التشويش على المبادرة المغربية، في تصريف بذيء للأحقاد المعتملة في صدور القائمين على الجماعة المحظورة.

ثم ِلمَ لَم ولا يسمع حس ولا هس للجماعة المحظورة، ولا للأشرار "البررة" للشيخ، متى كانت حوزة الوطن في خطر، فلا تجد للمغيبين تواجد في الشوارع يحشدون الهمم للدفاع عن المغرب الذي فيه يعشيون، ولتوحيد الرؤى ولرص الصفوف، في مواجهة عدو يتداعى عليه، ويصرف لأجل بتر صحرائه العزيزة كل مقدراته؟

ثم إنه ولا غرو، أن الجماعة بأشرارها "البررة"، وهم يجددون العهد مع حزب "النهج الديمقراطي"، في لقائهم الأخير بمنزل مصطفى البراهمة، ليكشف، بأن ما يقوم بها مريدو الشيخ، ليس غير تحركات لبيادق تسعى لاستخلاص حسابات مع المغرب، عبر اللعب بورقة "التطبيع"، والحال أن الجميع يعلم بأن جماعة "العدل والإحسان" ومعها حزب "النهج الديمقراطي" لطالما كانا خارج صف الوطن.

وبالتئام متطرفي اليمين مع متطرفي اليسار، يضرب مثل "ما الذي جمع الشامي بالمغربي"، وينتفي العجب من هكذا "لُحمة"، متى ظهر السبب المتجسد في أن "المريدين و"الرفاق" ليسوا غير انتهازيين يرون في كل كأس النصف الذي يخدم مصالحهم فيهللون للفارغ منها تارة وللنصف الملآن أخرى، وذلك وقتما بدت لهم الفرصة للنيل من الوطن الذي يأويهم.

ولعل مدعاة ما سبق ما يحز في الخاطر، أن المريدين الأتباع و"بقايا" الرفاق، قد يجدوا أنفسهم معنيين بما يقع في فلسطين، بينما ينؤون بأنفسهم عمَّا يشجر بين المغرب والجزائر التي لا تنفك تستغلهم لترجمة أمانيها في النيل من الوطن ولو بتشويه صورته، ولا تجهد نفسها كثيرا وهي ترى الحمقى بيننا كثر، يعبؤون بغزة وذاك حقهم لكنهم لا يتحركون قيد أنملة متى همَّ الأمر تازة.

آخر الأخبار