سيدي إفني: "حراك" فقد زوجته وطفله بعد أن باع شاحنتين لتهجير أسرته واقتنى مخدرات لإعالتها

أمينة المستاري
أثار منظر أم وابنها المتجمدين بسبب برودة المياه التي ظلا فيها لساعات بعد غرق قارب الحريك بسواحل سيدي إفني، قشعريرة في نفوس كل من رآهما، فقد كانت تحتضنه بقوة جعلها تتشبث به بقوة في آخر لحظاتها، ولفظهما البحر على حالتهما تلك لتظل صورهما وصور باقي الضحايا الستة تثير غصة في القلب.
هما ضحيتا حلم لم يتحقق، مرتين لم تثن الأب عن اقتياد أسرته المكونة من خمسة أشخاص للمجهول، فانتهت رحلة الزوجة والابن الصغير على رمال الشاطئ، فيما انتهت رحلة الأب أمام وكيل الملك بتهمة حيازة المخدرات، وإحالة خمسة من أعضاء الشبكة التي قامت بعملية "الحريك" بتهمة تكوين شبكة للتهجير السري .
حلم الوصول للفردوس الأوربي ظل يراود الزوج لمدة وقاده إصراره على "الحريك" إلى فقدان شريكة حياته وطفله بعد أن سلك كل الطرق لمحاولة بلوغ الضفة الأخرى، وبلغت عدد محاولاته ثلاثا كان آخرها محاولة سيدي إفني التي كان نتيجتها هلاك الأم والطفل ذو الأربع سنوات.
قصة إصرار الأب غريبة، فقد باع شاحنتين كان يملكهما من أجل تمويل عملية "الحريك" بعد استقراره بكلميم...وتعرض في إحدى المرات لعملية نصب، كما فشلت عملية "حريك" سابقة بسيدي بولفضايل، لكن إصراره على الوصول بأسرته إلى الضفة الأخرى جعله يغامر مرة أخرى، و قرر هذه المرة أن يغامر بما يملك، اشترى كمية من المخدرات بنية بيعها عند بلوغه "الفردوس الأوربي" لضمان مصاريف أسرته المكونة من الزوجة والولدين والبنتين، لكن القدر أبى إلا أن يقف له بالمرصاد، وعوض العودة إلى بر الأمان مع أسرته بأكملها، فقد شريكة حياته وابنه، فيما نجت الفتاتين وابنه الآخر.
منظر جثتي الزوجة والطفل على رمال الشاطئ، هي كل ما بقي في ذاكرة الأب، على خطوات منهما جثث أربعة أشخاص آخرين أحدهم شاب والآخر في متوسط العمر...ضحايا حلم لطالما أزهق أرواح حالمين بالفردوس الأوربي بعد أن أصبح الشغل الشاغل ليس فقط للشباب بل لأسر بأكملها.