"محمد زيان" والثعلب بوالمعزة.. حكاية سارق يستجدي "العفو" في وقت الحساب

الكاتب : الجريدة24

26 مايو 2024 - 07:00
الخط :

هشام رماح

يحكى أن أحد الثعالب ظل يؤتي هجارسه (أبناءه) في كل مرة، بصيد مما يخطفه خلسة من خم دجاج ضيعة قريبة من الجحر إلى حيث يأوون جميعا، وإذ انتاب الهجارس الفرح مما يغنمه الوالد، نفحوه بسؤال. يا أبانا من أين تأتينا بهذا الطعام الوفير؟ فكان أن رد كلوا واهنؤوا بما غنمت لكن متى اختفيت وانقطعت أخباري، فاعلموا وتيقنوا أنه حان وقت الحساب وبأنني أؤدي ثمن هذه الغنائم.

ولربما في هذه القصة التي تنبعث من المخيال الشعبي المغربي، ما يحيل على "محمد بوزيان"، وحوارييه، فكما أنه ظل يذرع الدنيا جيئة وذهابا ويطلق لسانه السليط محاولا اكتساب صفة "المعارض السياسي"، ها هو الآن وبعدما جاء وقت الأداء، بجريرة ما اقترفته يداه من جرائم تنتمي لجنس الحق العام، وعرف بأنه سيؤدي لا محالة، راح يستجدي "العفو"، عبر الظهور بمظهر الذلة والمسكنة في الفيديو الأخير وهو يقاد للمثول أمام محكمة الاستئناف بالرباط.

وبوجه حالك شاحب، تفنن "محمد زيان" في أن يبدو مكسورا وصاغرا، بعدما ظل لسنوات يدعي نفسه "أسدا" هصورا، متواريا وراء حزب "السبع"، ومستغلا انتماءه لمهنة المحاماة، ليطلق الكلام على عواهنه، ويرجف ويفتري في مواضيع اختارها بعناية، حتى يذر الرماد عما يؤتيه من فجور وفسوق ويداري سوءاته عبر الجعجعة، وإثارة الصداع.

ولعله ترتيب مقرف لمشهد بئيس ذلك الذي تحراه "محمد زيان"، ومن يتغنون به، حتى يستجدي الرحمة وتتوضَّع لأجله ظروف العفو عنه والإفراج عنه، وتخلصيه من كماشة العدالة العمياء التي لا تعترف إلا بتوقيع الجزاءات على المجرمين دون اعتبار لسن أو لـ"مكانة" أو للزعيق مثلما جنح إلى ذلك حواريوه، للضغط حتى إطلاق سراح.

وكما أن "محمد زيان" اختلس من المال العام ما اختلس، ونهب من أموال دعم "الحزب الليبرالي" ما نهب، واشتد عليه حزام العدالة من أجل أن يؤدي ما بذمته، راح الآن هو والمطبلين له، ينشدون له عين الرحمة والرأفة، وهو الذي ظل حينما كان طليقا، يسرق ويداري عن سرقاته بشذوذ توجهه الرامي لنشر الفوضى في المغرب، وهو الذي خلع عنه قناع حب الوطن، وانتصر لجنسيته الإسبانية، ولحبه لخصوم هذا الوطن.

أو ليس "محمد زيان"، الذي بدا متهالكا وهو يلقي بجسده على العناصر الأمنية التي كانت ترافقه إلى قاعة المحكمة، هو من ظل يهرطق عبر صفحات الخرقة الإسبانية "El Independiente " في أكتوبر 2022، مستعرضا أمامها تصوره الخطير والشاذ عما يجري في المغرب، داعيا لإثارة الفوضى فيه، في تعنت بيِّن منه، لعله يحيل على أنه معارض سياسي بينما هو لعوب سارق، غرف من المال العام حتى الثمالة؟

ثم أليس حريا بالعدالة أن تقام في حق "رجل" تصدى له المكتب السياسي للحزب الذي ظل يرأسه، بعدما ثبت لأعضاء هذا المكتب أنه اختلس أموال الدعم العمومي المخصصة لهذا الحزب، واستحله لنفسه ولعائلته، بعيدا عن كل الأخلاقيات وروح المسؤولية التي هي مفترضة، فيه والتي تخلى عنها ليكون عن حق "حويانا سياسيا" نهما لا يتوانى عن نهش وعض كل من حوله؟

لقد دارت الدوائر وحان وقت حساب "محمد زيان"، بعدما فجر في كل شيء، ووجد في منصات التواصل الاجتماعي ملاذا شهر فيه بالمؤسسات العمومية في المغرب، وبالنساء وبكل من يسبح ضد تياره، بينما هو منشغل في الخفاء باستغلال وضعه في حزب سياسي لإثراء نفسه وأفراد عائلته، ظنا منه أن لعبته لن تنجلي وبأن يد العدالة لن تطاله البتة.

وإلى جانب قصة الثعلب الذي يحيل في بعض من تفاصيل قصته على "محمد زيان".. فإن هناك أيضا مثل شائع قد يصدق عليه.. مفاده أن "اللي كلاتو المعزة في الجبل.. كتحطُّو في الوطا".

آخر الأخبار