المغرب يشعل سباق التسلح البحري.. صراع العمالقة على صفقة توريد الغواصات

يشهد المشهد العسكري المغربي تطورًا غير مسبوق، حيث تواصل المملكة تعزيز قدراتها الدفاعية في إطار استراتيجية طموحة تهدف إلى ترسيخ موقعها كقوة إقليمية متنامية.
في هذا السياق، أطلقت البحرية الملكية المغربية عملية اقتناء غواصتين عسكريتين، مما أشعل سباقًا محمومًا بين كبرى شركات الصناعات الدفاعية العالمية للفوز بهذه الصفقة البارزة.
ووفقا لموقع Military Africa، فإن فرنسا وألمانيا تتصدران المشهد، حيث قدمت شركة Naval Group الفرنسية عرضًا لغواصتين من طراز Scorpène، اللتين تتميزان بقدرات عالية على التخفي والتشغيل في أعماق البحار لفترات طويلة.
وحسب ذات التقرير، فإن الغواصات لها كفاءة تشغيلية محسنة، إلى جانب أنظمة قتال متقدمة ونظام تحكم آلي يعزز الأمان خلال العمليات البحرية.
من جهتها، حسب ذات التقرير، فقد دخلت شركة ThyssenKrupp Marine Systems الألمانية بقوة في المنافسة من خلال تقديم عرضين، أولهما غواصة HDW Dolphin المجهزة بنظام دفع مستقل عن الهواء (AIP)، ما يمنحها ميزة تشغيلية استثنائية تحت الماء لفترات ممتدة.
أما الخيار الثاني فهو غواصة HDW 209/1400mod، التي أثبتت فعاليتها ضمن أساطيل العديد من الدول حول العالم، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمغرب.
المغرب، الذي أصبح محط اهتمام عالمي في مجال التحديث العسكري، لا يقتصر طموحه على اقتناء المعدات فحسب، بل يسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء صناعة دفاعية متطورة.
فقد اتخذ خطوات مهمة في تطوير قطاع التصنيع العسكري المحلي، مستفيدًا من شراكات استراتيجية مع دول كبرى لنقل التكنولوجيا وتطوير خبراته الذاتية.
وفي إطار هذه الرؤية، سبق أن خصصت الحكومة المغربية ميزانية دفاعية غير مسبوقة في مشروع قانون المالية لسنة 2025، بلغت 133 مليار درهم، وهي زيادة لافتة مقارنة بالسنوات السابقة.
هذه الميزانية تعكس التوجه الواضح نحو تعزيز القدرات الدفاعية، لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، وضمان تفوق المغرب في معادلة التوازن الاستراتيجي.
اليوم، يقف المغرب أمام محطة مفصلية في مسيرته العسكرية، حيث لا يقتصر طموحه على مواكبة التطورات العالمية، بل يضع نصب عينيه بناء قوة بحرية متطورة تواكب المعايير الحديثة، وتمنحه مكانة رائدة بين الدول ذات النفوذ العسكري في المنطقة.
ومع استمرار المفاوضات حول صفقة الغواصات، يظل السؤال مفتوحًا حول أي من هذه القوى الكبرى ستنجح في تأمين هذه الصفقة الاستراتيجية، وما الذي سيعنيه ذلك لمستقبل التوازن العسكري في شمال إفريقيا.