رغم الأزمة.. أرقام مثيرة حول البناء بالمغرب

بالرغم من الظروف الاجتماعية التي يمر منها المغاربة، شهد قطاع البناء بالمغرب نموا كبيرا خلال العام المنتهي.
ووفق تقرير المندوبية السامية للتخطيط واصل قطاع البناء في المغرب تسجيل أداء إيجابي خلال الفصل الرابع من عام 2024، مدعوماً بالحركية المتزايدة التي تعرفها مشاريع البنية التحتية الكبرى، وفي مقدمتها التحضيرات الجارية لاستضافة كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم أواخر العام.
غير أن هذا الزخم الاقتصادي، وفق مندوبية التخطيط يصطدم بتحديات لوجستية مرتبطة بسلاسل الإمداد.
وحسب أحدث تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط، فإن الأداء القوي للقطاع يعزى إلى الانتعاش في أنشطة "تشييد المباني" و"الهندسة المدنية" و"أنشطة البناء المتخصصة"، ما انعكس إيجابًا على الإنتاجية.
وفي المقابل، أبلغت 13% من الشركات العاملة في القطاع عن صعوبات في الحصول على المواد الأولية، مما يثير تساؤلات حول قدرة السوق على تلبية الطلب المتزايد.
في السياق ذاته، أعرب 35% من أرباب المقاولات عن مواجهتهم لضغوط مالية حادة، الأمر الذي يبرز الحاجة إلى تدابير دعم مالي فعالة، رغم أن المعطيات تشير إلى أن 48% من مقاولات البناء رصدت ميزانيات للاستثمار خلال 2024، ما يعكس ثقة في آفاق القطاع.
وبالنظر إلى المستقبل، تتوقع المندوبية استمرار النمو في قطاع البناء خلال الفصل الأول من 2025، مدفوعا بالطلب القوي على "تشييد المباني" و"أنشطة البناء المتخصصة"، في حين يتوقع تسجيل انخفاض طفيف في "الهندسة المدنية".
دينامية الصناعة التحويلية والاستخراجية
وعلى صعيد الصناعة التحويلية، أظهر القطاع تحسنا في الإنتاج خلال الفصل الرابع من 2024، مدعوما بأداء قوي في صناعات السيارات، التعدين، الصناعات الغذائية، وصنع المنتجات غير المعدنية.
وتعاني 39% من المقاولات من صعوبات في استيراد المواد الأولية، فيما عبر 20% من أرباب المقاولات عن معاناتهم من ضغوط مالية، وهي النسبة التي ترتفع إلى 35% في قطاع الصناعات الكيماوية.
أما قطاع الصناعة الاستخراجية، فقد شهد تراجعا في الإنتاج بسبب انخفاض إنتاج الفوسفاط، ما انعكس على تراجع أسعار بيع منتجات القطاع.
غير أن التوقعات تشير إلى احتمال تحسن الإنتاج في الأشهر المقبلة، مدفوعا بانتعاش متوقع في قطاع الفوسفاط.
الطاقة وتراجع في التشغيل
وفي قطاع الطاقة، سجل الفصل الرابع من 2024 ارتفاعا في الإنتاج، مدفوعا بتوسع أنشطة "إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز والبخار والهواء المكيف".
ورغم هذا الأداء الإيجابي، إلا أن القطاع شهد تراجعا في مستويات التشغيل، في إشارة إلى تنامي اعتماد الشركات على التكنولوجيا الحديثة.
أما بخصوص التوقعات المستقبلية، فمن المنتظر أن يشهد القطاع انخفاضا في الإنتاج خلال الفصل الأول من 2025، متأثرا بتراجع متوقع في أنشطة إنتاج وتوزيع الطاقة.