عندما يحاول الاتحاد بناء مشروعيته على أكتاف عبد الرحمان اليوسفي

الكاتب : الجريدة24

05 أغسطس 2019 - 12:30
الخط :

رشيد بوزيت- قيادي اتحادي

لقد  تحول الاتحاد الاشتراكي من حزب القوات الشعبية إلى حزب العائلات اللا شعبية، يتحكم فيه الفرد مع مجموعة سياسية القاسم المشترك بينها هو عدم توفرها على القدرة والمؤهلات السياسية وقد تم طرد الكفاءات الحزبية كوسيلة للتحكم في التنظيم.

وعوض فهم مغزى المرحلة وإفساح المجال لبروز قيادات اتحادية ذات مصداقية، يعملون على محاولة بناء مشروعية على رجل دولة بحجم عبد الرحمان اليوسفي، رغم أن اليوسفي لقي منهم ما لم يلقاه من أشد الخصوم.

وللتدليل على مستوى الكفاءة و نفاق مجموعة مقر العرعار، يكفي طرح اسم بديعة الراضي عضوة المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي  وعضوة الهاكا التي وصفت اليوسفي بعد قراءة الرسالة الملكية في الذكرى الخمسينية لاختطاف المهدي بن بركة بـ"بوراس الذي باع المهدي بكوداس".

إن قيم السياسة وفق الفكرة الاتحادية، هي الثبات على المبادئ والعمل بصورة واحدة وخطاب وحيد داخل الجدران وخارجه، وعدم التملق والتزلف والوقوف على الأبواب، في انتظار، الإفرازات السياسية وجلب عطيات المناصب!

ونحن كاتحاديين نقول لمجموعة مقر العرعار لا يمكن التعويل على رمزية الرجل ومكانته عند الملك الإنسان والمواطن، للالتفاف على مطلب الكفاءة، عند التقديم لمناصب المسؤولية لأن قيادات اتحادية ذات مؤهلات ومصداقية جرى إقصاؤها، من قبل القيادات الحالية، التي لا تملك رؤية تدبيرية أو قدرة  على التسيير، تُمكّن من اختصار المسافة والاقتصاد في الزمن، والإجابة على متطلبات المجتمع الراهنة.

وإذ لا مناص من تجديد النخب، فإن ذلك يلزم أن يكون تجديدا فعليا ينأى عن الدفع بالأبناء كما يحاول كلا من إدريس لشكر والحبيب المالكي، فالأول  جعل ابنه حسن عرابا لوزير في الحكومة (محمد بنعبد القادر) والمالكي أحدث سابقة في جعل الابن والأب معا في المكتب السياسي!!

إن هذا التوجه يفرز غياب الإقناع ويكرس عدم الثقة وعلى قيادات مقر العرعار أن تعي جيدا أنه لا يصح إلا الصحيح، وطبيعة المرحلة السياسية الدقيقة التي نعيشها اليوم، وبحكم السياق أو بحكم مضمونه الشعبوي والمناسباتي، لا يعفيها من مراجعة منظومتها الداخلية، عبر التكفير عن أخطاءها، من خلال استرجاع النخب الواعية والمسؤولة وليست التابعة.

والحق يقال.. لم تعد هرولة "شرذمة" مقر العرعار تخفى على المتابع البسيط هذه الأيام، الذي يصدق له وصفها بعجائب وغرائب هذا الزمان السياسي، وهذه المجموعة تحاول تبييض أفعالها وأقوالها، ونسخ بيانات قديمة ومواقف سابقة وبناء مشروعيتها على حساب الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي.

والزمن طال بنا لنرى بعض أعداء الأستاذ اليوسفي سابقا يصبحون أصدقائه، أخلاء على أرائك يتفكهون.. وكلماتهم تتلاحق وتتدافع مدحا وتبجيلا  تدعي الحب والعشق، لتجد لها مكانا في الطوابير المشكلة للحصول على "غنائم" المسؤولية رغم الجحود والنكران الذي سجل منهم في محطات متواترة في حق الرجل.

آخر الأخبار