الذكرى الـ 44 للمسيرة الخضراء.. الإشارات التي تؤكد انتصارات المملكة

يحبل الخطاب السامي للملك محمد السادس، خلال تخليد الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، بالعديد من الإشارات التي تؤكد انتصار المملكة للنهج السلمي كلما تعلق الأمر بتسوية النزاعات التي قد تكون طرفا فيها.
وتكتسي المسيرة الخضراء المظفرة، التي انبثقت عن عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني، لبوس السلمية التي يتحراها المغرب، والتي حظيت بإشادة العالم أجمع، وظلت موشومة في الذاكرة الجماعية للمغاربة قاطبة.
فضلا عن ذلك، تعد المسيرة الخضراء خير تعبير عن التلاحم القوي بين العرش العلوي والشعب المغربي، كما أنها تحيل على الإجماع الحاصل لديهما حول الثوابت المقدسة للأمة، في الوقت الذي شكلت فيه تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة أولوية.
اللافت، أن الخطاب السامي الذي ألقاه الملك محمد السادس، من مدينة العيون بمناسبة الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء، كان مرحلة فاصلة للمرور إلى السرعة القصوى فيما يتعلق بتنمية الأقاليم الصحراوية للمغرب، إذ وفق وزارة الاقتصاد والمالية انتهى برنامج التنمية المتعلق بالأقاليم الجنوبية على وقع حصيلة إيجابية بما يترجم إنجاز 87 مشروعا بغلاف إجمالي بلغ 7 ملايير درهما.
في المقابل، تتراوح قيمة استثمارات الدولة في الأقاليم الجنوبية بين 77 و81 مليار درهما في أفق 2020، وهي الاستثمارات التي تهم مشاريع بلغت نسبة إنجازها 70 في المائة لحين انقضاء عام 2018، وهو ما تبدى بجلاء وغير ملامح هذه الأقاليم عبر إنجاز البنى التحتية بمواصفات عصرية وتطوير وتنمية المدن وإنجاز مشاريع اقتصادية منتجة لفائدة الساكنة المحلية.
ولم تكن الحركية التي تموج بها الأقاليم الصحراوية للمغرب دون أن تخطف اهتمام المؤسسات الاقتصادية الدولية، التي بصمت على ثقتها في هذه الرقعة المغربية من خلال افتتاح اول متجر لسلسة مطاعم "ماكدونالدز" العالمية في مدينة العيون عام 2017، كما تم إنجاز ميناء الداخلة بغلاف مالي قدره 96 مليون دولار، والذي سيمكن من توفير 183 ألف منصب شغل في أفق 2030، بما يجعله منصة مهمة لتعزيز التبادل التجاري بين القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية.
كذلك، أصبحت الأقاليم الجنوبية للمغرب وجهة سياحية، تستقطب العديد من الراغبين في الاستجمام كما أنها اصبحت حاضنة لأكبر تظاهرات العالمية والوطنية والجهوية، كما الشأن بالنسبة لمؤتمر "كرانس مونتانا"، وهو ما شجع كبار شركات الطيران العالمية على مد خطوط رحلاتها إليها.