عربات الأكلات الخفيفة..أو المطاعم المتنقلة التي يقصدها الفقراء

الكاتب : انس شريد

04 مارس 2019 - 07:00
الخط :

وسط الزحام بسوق باب مراكش بالدار البيضاء، تشاهد من على بعد مجموعة من العربات تتمدد على الأرصفة مختصة في بيع جميع أنواع المأكولات الخفيفة من "طون، الكبدة،  الصوصيص،  كفتة،  السردين"  لا يزيد سعر كل السندويش لدى أصحابها عن 5 دراهم أو 10 دراهم، وقد يقل عن ذلك، وهو ما يشجع الكثير من الزبناء على الإقبال على مثل هذه العربات .

ولكن الأكلات الخفيفة غير المراقبة أضحت تشكل خطرا على صحة المستهلك، بعدما كثر، في الآونة الأخيرة، الحديث عن حالات تسمم، نتيجة تناول وجبات فاسدة بسبب غياب المراقبة الصحية.

وفي سياق الجولة التي قمنا بها داخل سوق باب مراكش، التقينا ببعض الأشخاص قرب عربة لبيع “السندويشات” في الهواء الطلق، وقمنا بطرح سؤال عما يجعلهم يقبلون على شراء وجبة سريعة من نقطة بيع غير مضمونة.

وكشف لنا أحمد وهو عامل بناء أن سبب إقباله على الأكلات الشعبية بالشارع، هو سرعة إعداد هذه الوجبات وأسعارها المنخفضة، بالنسبة لذوي الدخل المحدود الذين لا يشكل الحصول على وجبة غذائية سريعة عبئا على جيوبهم.

ويقول لنا محمد بائع الأكلات الخفيفة : منذ أزيد من عشر سنوات وأنا أشتغل في هذه المهنة لم يتعرض أي زبون لتسمم ”عندي الناس كيجيو كل نهار كياكلو وكيمشيو فرحانين”  يضيف محمد، الذي أكد أن هناك عددا من الباعة مثله يعملون بدون ضمير وهمهم الوحيد هو الكسب السريع ”كاينين شي الناس الله يستر  كيقليو الماكلة بزيت قديمة وكيبيعو الناس” ، و”كاينين لي كيبيعو اللحوم الحمير و الكلاب باش يربحوا الفلوس بأي طريقة” .

اختلفت آراء العديد من المواطنين والباعة بين مقبل ورافض لهذه المأكولات التي تعرض في الهواء الطلق، ويقول لنا أيوب  25 سنة إن هذه السندويشات تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين، بكونها تنعدم فيها شروط النظافة وتطهى في الهواء الطلق وبالتالي فإن أي طعام معرض للهواء فهو يحمل معه الفيروسات والجراثيم تتسبب في تسمم وأمراض خطيرة للإنسان وأضاف أن شقيقه الصغير تعرض بسبب تناول وجبة لا تتعدى 5 دراهم من أحد العربات.

و قالت لنا عائشة وهي موظفة أنها تتفادى الأكلات الخفيفة المعروضة على العربات بكونها تنعدم بها شروط المراقبة الصحية، وأنها تتناول الأكلات التي تطهى بالبيت أو في المطاعم التي تتق بنظافة وجباتها.

على الرغم من أن الأكلات المعروضة في الشارع تغري بالإقبال عليها إلا أنه لا يمكن لأحد أن يشكك في أنها  تشكل خطرا على صحة المواطنين، بكونها تعرض في الشارع وتغيب عنها كل الشروط الصحية أهمها النظافة، و كذلك غياب أي مراقبة للمصالح المختصة بوزارة الصحة التي يفترض أن تقوم بحملات يومية على هذه العربات والتأكد من التزامها بالشروط الصحية وكذلك عدم تدخل المصالح المختصة بالمهن بكون العربات الأكلات الخفيفة يجب تقنينهم أو إعادة تنظيمهم في أماكن معينة تمكن الزبناء من الإقبال عليها دون أي مشكل يهدد صحتهم.

 

آخر الأخبار