"ميدل إيست آي" القطري.. حينما ينتصر الخبث على حسن الظن

الكاتب : انس شريد

15 يونيو 2020 - 11:50
الخط :

هشام رماح

يستطيع الواقفون وراء موقع "ميدل إيست آي"، القطري الذي يديره الفلسطيني الطَّيِّع عزمي بشارة، خداع بعض الناس بعض الوقت، لكنهم لن يستطيعوا خداع كل الناس طوال الوقت، وألاعيب هؤلاء تجاه المغرب، رغم سيادة حسن الظن بهم سابقا، بدأت تنجلي للمتتبعين لخط المقالات المحررة بمداد يتقطر خبثا وأياد تتفنن في دس السم في العسل.

وللنبش في حكاية "ميدل إيست آي" الكائن مقره بلندن منذ 2014 والمنعم عليه بأموال قطرية، سبب للنزول تفرضه قصاصة غير بريئة تناولت خبر إجراء الملك محمد السادس لعملية جراحية على القلب بمصحة القصر الملي في الرباط، فبدل الوقوف عند الخبر الذي أذاعه الديوان الملكي وتكلل العملية بالنجاح، قفز كاتب المقال على عدة حبال وهو يرجو من وراء هذا القفز نيل رضا من ينعمون عليه وقضاء عدة حوائج منها ليس منها فقط إرضاء الـ"خوانجية" في بلاد المغرب.

وبدل الاستئناس بالرغبة في الإخبار بشأن العملية الجراحية، ارتأى الموقع الممول قطريا، أن يتطرق أولا إلى حجم ثروة الملك محمد السادس، مستندا إلى تقديرات مجلس "فوربس"، وهي الإشارة التي لم تندرج إيضاحا أو حتى سهوا في المقال بقدر ما جاءت لتغمز بسوء النوايا التي يحتفظ بها ممولو الموقع إزاء المملكة.

كذلك، ولأن للخوانجية حق على قطر التي نصبت نفسها منافحة عنهم بعدما لفظتهم شعوب عربية عدة، فإن كاتب المقال وبجرة قلم في نفس المقال عرج على أن الملك محمد السادس، يملك سلطات واسعة في البلاد التي اختارت نظام الملكية الدستورية، وكاتب المقال في إشارته هذه يعزي "مريدو" الإخوان المسلمين ويضع بلسما على جراحهم التي نكأتها انتقادات لاذعة لطالما طالت تدبير حزب العدالة والتنمية المتعاطف معهم لأزمات عدة اجتازها المغرب.

كذلك، وإذ حول الإسلاميون في عدة دول الربيع العربي لخريف يثير الخوف ويبعث على الوحشة، فإن "ميدل إيست آي" كبوق لهؤلاء لا ينفك عن دس أنفه في شؤون كل البلاد والعباد، منها المغرب، ولا شيء أفضل من استدراج "محلل سياسي" مثل عزيز شهير الذي يقدم نفسها عارفا ملما ويطلق العنان لتحليلاته التي تتوافق مع نفحات الـ"بترودولار" التي تصله باستمرار من لدن ممولي الموقع.

حقا ليست هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة في العلاقات الدولية، لكن الدائم هو الخبث الذي يتقطر من الخبثاء الذين يلوون على الاستمرار فيما هم فيه منهمكون وهو النيل من المغرب، وللتعرف أكثر على الخبثاء تكفي العودة لـ"ميدل إيست آي" القطري وتحليلا.

آخر الأخبار