إندبندنت: التكنولوجيا الرخيصة شلت صالح وبرهان

الكاتب : وكالات

16 أبريل 2019 - 08:00
الخط :

أورد مقال لإندبندنت أن القرن 21 يثبت أن أفراد المؤسسة العسكرية العربية لم يعودوا الفئة المتعلمة والمنظمة والمنضبطة الوحيدة بالمجتمع، حيث كان الاعتقاد السائد دائما أن الشخص حينما يكون قائدا بالجيش فإن هذا طريق مختصر لأن يصبح رئيسا، ولعل انتفاضة السودان أحدث مثال على ذلك.

فمنذ أول انقلاب عسكري عربي قاده حسني الزعيم في سوريا عام 1949 كانت المؤسسة السياسية بالمنطقة تشبه معسكرا سيطر فيه الجنرالات على البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحكموا باسم الجيش لا الشعب.

وأشار الكاتب أحمد أبو دوح بمقاله إلى أن الوضع الآن قد تغير وأصبح يتعين على جنرالات الجيوش العربية بذل جهد أكبر حيث إنهم يواجهون طوفان الشباب الواعي لما يسعى إليه الجيش حقا. وبقدر ما هنالك الكثير من الدروس للشعوب من الانتفاضات بأماكن أخرى، هناك أيضا دروس للجنود في كيفية سحق هذه الشعوب.

ففي السودان اختار عسكريو المجلس الانتقالي اتباع القوانين حرفيا، مقلدين المجلس العسكري المصري بعد انتفاضة ميدان التحرير عام 2011. وسيكون الجنرال عبد الفتاح برهان -الذي عين مطلع الأسبوع الماضي رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي رئيس البلاد حتى نهاية الفترة الانتقالية التي تبلغ عامين، تماما مثل المشير طنطاوي في مصر.

وفي الجزائر يسير الجنرال قايد صالح على قواعد عبد الفتاح السيسي التي استخدمت للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين عام 2013.

وعلق الكاتب بأنهما وإن كانا يسلكان طرقا مختلفة لكنهما يسيران في نفس الوجهة، ألا وهي الرغبة في حماية ما تبقى من سلطة من زمن عنفوان الجيوش العربية بالخمسينيات والستينيات حيث كان الجنرالات ذاك الوقت هم الثوريون الحقيقيون في مصر وسوريا والعراق وليبيا والسودان والجزائر. تماما مثل شباب اليوم ولكن بأسلحة جديدة في أيديهم.

فقد غيرت التكنولوجيا الرخيصة والإعلام الاجتماعي قواعد اللعبة واستطاع الشباب تثقيف أنفسهم بقضاء أيامهم محدقين في شاشة الحاسوب، ويعرفون الآن أن الزي العسكري وحده لا يمنحك السلطة.

ورأي الكاتب أن هذه هي المرحلة الأخيرة في اتجاه طويل المدى وأن القوة العسكرية قوضتها أسواق تنافسية مفتوحة واستثمارات أجنبية ملحة وضغط مستمر من جانب الجماعات اليسارية. بالإضافة إلى ذلك برزت طبقة جديدة من رجال الأعمال يحميها سياسيون مدنيون أقوياء تهدد مصالح الجيش.

لكن فوضى ثورات 2011 منحت الجنرالات أملا جديدا، وكانت فرصة لاستعادة الأرض التي خسروها بالألفية الثانية. ففي الجزائر يرى الجنرالات أنفسهم المدافعين الشرعيين عن ثورة التحرير ضد الاحتلال الفرنسي. وفي السودان يرون أنفسهم الأوصياء الوحيدين على الاستقلال عن الاستعمار البريطاني.

والآن، كل من الجيش والمتظاهرين بالجزائر والخرطوم في أزمة حول طريقين للخلاص مختلفين للغاية. وكما أعطانا القرن العشرين لمحة عن كيفية بدء الحكم العسكري بالمنطقة، فقد يظهر لنا القرن 21 كيف ينتهي لكنه حتما لن يكون سلسا أبدا.

وختم الكاتب مقاله بأن أيام الانقلابات العسكرية -التي كان يفرح بها الناس في العالم العربي- قد ولت، ويبدو أن الجنرالات هم الوحيدون الذين لا يرون ذلك.

دولية