"لوموند" الباريسية و"التقلاز من تحت الجلباب" في الواركزيز

الكاتب : الجريدة24

11 فبراير 2021 - 12:00
الخط :

لحسن العسبي

اختارت جريدة "لوموند" الباريسية، وحدها دون باقي وسائل الإعلام بالعالم كله (العالم الذي يحترم مصداقية الخبر وشرف المهنة طبعا)، أن تنشر ضمن نسختها الإلكترونية البارحة الأربعاء 10 فبراير 2021، خبرا مطولا حول ما ادعته جبهة البوليزاريو من أن بعض عناصرها قد هاجمت قوات عسكرية مغربية بمنطقة الواركزيز، وأنها خلفت وراءها تدميرا كاملا لموقع عسكري مغربي وقتلت ما قتلت من جنود، دون أن تحدث في صفوفها أية إصابات (بل وأنها غنمت أسلحة مغربية، ينتظر العالم الجدي أن تمتلك جرأة عرضها عليه).

المشكلة، في الواقع ليست في خبر جبهة البوليزاريو المتهافت، المندرج ضمن حرب إعلامية تجييشية تعتمدها المؤسسة العسكرية الجزائرية منذ أسابيع، بل في قرار مؤسسة "لوموند" الباريسية تكليف نفسها بتحرير مادة خبرية عنه، بصيغة قيل ويقال. فأن تنشر الخبر الكاذب، هو اختيار لتوسيع دائرته أكثر، رسالة إلى جهة ما، هي المغرب والمغاربة هنا، في ما يشبه نوعا من (اسمحوا على التعبير) "التقلاز من تجت الجلباب".

لم تكن "لوموند" أبدا مع المصلحة المغربية من قبل، ولن تكون أبدا مع المصلحة المغربية، لأن ما يحركها إرث فرنسي متهالك قديم، لم ترد نخبة معينة من نخب صناعة القرار في باريس أن تفهم أن العالم تغير، وأنهم أوصلوا بلادهم إلى مستوى يغرقها أكثر في الخروج من دائرة الفعل المؤثر في ميزان القوى العالمية. من حق "لوموند" أن يكون هواها المغاربي بمنطق اللعب على التدافع بين بلدانه القوية الوازنة، لكن عليها على الأقل أن تحرص على المحافظة على بعض ماء وجهها المهني، وماء وجه مصداقيتها الصحفية.

رسالة "لوموند" الباريسية وصلت مرة أخرى، لنطوي الصفحة ولنمر للأهم دوما.

رأي