ذكاء الدبلوماسية المغربية وغباء الإدارة الاسبانية

الكاتب : الجريدة24

21 مايو 2021 - 11:28
الخط :

بقلم الكاتب والصحافي والدبلوماسي أحمد برحو

أأكد لأعداء وطننا العظيم، داخل المغرب وخارجه، أنه، بفضل الوطنية الأسمى لصاحب الجلالة الملك وأمير المومنين والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية محمد السادس، وبفضل حكمته وحنكته، قفز المغرب قفزة نوعية، وفي وقت قياسي لم يتعد عقدا واحدا.

قفز من بلد يحاول التخلص من عواقب الحماية الفرنسية والإسبانية، اللتين فرضتا عليه، من 1912 إلى 1956، ومن أثار الاستعمار في صحرائه الجنوبية من لدن مدريد، استطاع المغرب أن يسترجع مجده، مستردا درجته الأولى، ألا وهي "الإمبراطورية المغربية الشريفة".

هذه الإمبراطورية التي أصبحت -كما جاء في مقالنا الأخير- أولَ قوة اقتصادية، سياسية وعسكرية، في المغرب الكبير وفي جل الديار الإفريقية، بشهادة من العالم أجمع، إن استثنينا الجزائر الهجينة التي لها عقدة إزاء المغرب، وفرنسا وإسبانيا اللتان يؤرقهما رقي دولة كانت، البارحة، تحت إمرتهما، واليوم أصبحت تنافسهما في فضاء يعتبرانه "صيدهم المحروس" أو "ترابهم الخلفي".

يقول المثل المغربي : "إذا أراد الله أن يعذب نملة أعطاها جناحين، فتطير فرِحة فتكون وجبة طائر". وهذا ما كتبه الله على إسبانيا؛ إذ طار بها الغرور إلى l’Olympe لتطلب من زِيُوس الأمريكي تفسيرات حول اعترافه بمغربية الصحراء. فما كان جوابَ حاشيته إلا أن قالوا لمدريد: إنّ إلَـهَ الآلهة لا يتكلم مع حشرة إسبانية.

فعادت إسبانيا إلى الأرض، وهي تفكر في الانتقام لنفسها من زِيُوس، بصفة غير مباشرة، ومن المغرب مباشرة؛ فتواطأت مع الجزائر، عدوة المغرب، وأدخلت، بهوية مزورة، إلى أراضيها، مغربيا انفصاليا، من مواليد مدينة مراكش، إبراهيم غالي، هادفة إعادة التوتر في قضية الصحراء المغربية والفتنة في صفوف المغاربة الصحراويين الوحدويـين، المنشقين عن جبهة البولساريو في تندوف.

أراد الإسبان الفتنةَ للمغرب. ألا في الفتنة سقطوا : إن لم ترجع إسبانيا عن غيها وتحترم سيادة المملكة المغربية، من طنجة إلى الكويرة، سيعاملها المغرب بالمثل. وسترى حينئذ نفسها غارقة في أمواج الأفارقة، التي ستتسرب إلى سبتة ومليلية وإلى بلاد الأندلس، دون أن يحرك المغرب ساكنا. لأن المغاربة سئموا من دور الدرك الذي يحمي تراب إسبانيا : هذا ردٌّ على وزير خارجية فرنسا الذي صرح، البارحة، أن فرنسا بجانب إسبانيا في أزمتها مع المغرب.

رأي