ربيع "الأبله".. النعجة الشاردة والجبانة التي تتمسح بالبطولة الافتراضية

الكاتب : الجريدة24

26 أبريل 2022 - 11:00
الخط :

هشام رماح

ما بال ربيع الأبلق جهل على المغاربة واعتقد نفسه أنه يسمو على القانون.. ويا حسرتاه في دولة الحق والقانون؟ وأخذ الجهل ربيع الأبلق بعيدا ولم يعد به حتى أنه هدد بإضرام النار في نفسه احتجاجا على الحكم الابتدائي الذي صدر في حقه أمس الاثنين، بحبسه أربع سنوات بسبب مهاجمته بالسب والقذف ثوابت الأمة المغربية وأسمى مؤسساتها الدستورية.

ولعل "الأبله" وصف يليق أكثر من الأبلق بربيع الذي غادر السجن متمتعا بعفو ملكي بعدما ارتكب جرائم تودي بأمثاله إلى ما وراء الشمس، لكنه انقلب بعد ردح مثل "كلب" أجرب يريد عض اليد التي امتدت إليه وخلصته من براثن الاعتقال.

وتخطى ربيع الأبلق كل الحدود بعدما قطع لجام العقل واللسان وركب سفينة الجهل في بحر الظلمات، فقد ابتغى البطولة من وراء الهاتف المحمول وتفاخر افتراضيا وانتفخت أوداجه حتى ظن نفسه فوق والجميع دونه بما فيهم القانون.

في البلدان التي تحترم نفسها تحت سيادة القانون، تترتب المتابعات على المخالفين والمارقين عن النظام الذي ترتضيه الجماعة، وبذلك فربيع "أبله" شرد بعيدا مثل النعجة التائهة "La brebis galeuse" التي غرر بها عقلها لتظن نفسها أعلم من كل الناس وأعرفهم بما يجب أن يقال.. إلى أن وجد نفسه وسط حصار القانون الذي يحمي الجماعة وضميرها ولهذا القانون أن يضرب بيد من حديد ولو في قفاز من حرير على رؤوس المارقين أمثال الابلق بمطرقة العدالة.

والعجيب في أمر الأبلق أو "الأبله" أنه انبرى مهددا بحرق نفسه، بعدما نضح بدنه بكل المساويء ولسانه بأقذع النعوت والأوصاف في حق مؤسسات دستورية لها شأنها الذي يعليها في المملكة الشريفة، وحينما دارت عليها الدوائر القانونية ركن إلى التهديد والوعيد.. فما الذي يؤخره على إتيان فعل إن كان رجلا.

إن الرجال تتحمل مسؤولية ما اقترفته أياديها وحتى رقابها تكون رهن إشارة الراغبين في سداد الديون واستيفائها منه، لكن الرجولة هي أبعد ما يكون عن طائش خرج من السجن وعنت له فكرة التمسح بحائط البطولة عبر الـ"الايف"، قبل أن ينتحب بكل جبن، بعد صدور حكم بحسبه أربع سنوات، وهدد بحرق نفسه متى احتفظ استئنافيا بالحكم الابتدائي الذي صدر في حقه.

وبسبب هذا الجبن المثير للشفقة.. لن يتعاطف أحد مع ربيع "الأبله".. ولهذا يقول المغاربة "كون سبع وكولني.. وما تْكونش ضبع وتْجرْتلني".. والقرعة أسقطتنا مع الكثير من الضباع.

آخر الأخبار