طنين الذباب الإلكتروني وضياع صوت العقل في العلاقة بين المغرب والإمارات

الكاتب : انس شريد

22 أبريل 2020 - 07:30
الخط :

هشام رماح

اشتد طنين الذباب الإلكتروني حول العلاقات المغربية الإماراتية وتاه وسطه صوت العقل الذي ينطلق من مسلمة أن ما يجمع بين البلدين يفوق بكثير ما يفرقهما.

وفي أخذ ورد انقضت أسراب من الذباب الإلكتروني من هنا وهناك تتراشق بالأخبار الزائفة وبالروايات المكذوبة والصور في نهش سافر للحوم المغاربة والإماراتيين على حد سواء.

لكن من المستفيد من هكذا وضع ينذر بالسوء أكثر مما يبشر بالانفراج الذي عم طويلا بين بلد في أقصى الغرب العربي وآخر في الشرق؟

حتما الاستفادة تنحاز لجهات ارتأت في هذه "النكسة الأخوية" فرصة سانحة لحصد النفع من بث الفرقة بين الأشقاء، وقضاء مآرب بلا كلل وفي تتبع من بعيد بلا ملل.

ووفق الملاحظ في التراشق الطائش على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الذباب الإلكتروني يعتقد بالإيديولوجيا أكثر من الوطنية، ولهذا فلا أحد يجادل في أن بعض الذباب تسرب وسط الأسراب الإماراتية والمغربية، وفي غفلة منها، ليزيد من حمأة الخلافات خدمة لهذه الجهات.

اللافت، أن مسحا للتدوينات والتعليقات يكشف أن ذبابا يلتحف برداء الـ"بيجيدي" كان الأنشط في الرد على الذباب الإماراتي، وأعد لهم ما استطاع من التدوينات والوسومات الـ"هاشتاغ" لتندلع حرب ضروس افتراضيا تقتات ببطء على الحبل المتين الذي يربط بين بلديين عربيين شقيقين.

معرض الحديث عن ذباب حزب العدالة والتنمية يحيل على أنه غالبا ما انتصر للإيديولوجيا ولم يبالي في كثير من المناسبات بغير نصرة الشيوخ والرد على من انتقدهم قبل من عاداهم.. فالأمر يتعلق بنصرة من المريد للشيخ وهو ما لا يمت بصلة لنصرة الوطن ببسب عدم اعتراف الإيديولوجيا بحدود الوطن الواحد.

وتتقاتل أسراب الذباب على "فيسبوك" و"تويتر" وغيرهما،وقد أخذتها الحمية لتروج فقط لأكاذيب تنخر في جرح الخلاف الذي قد يدب بين الأشقاء لكنه لا يكون سببا للفراق، والحال أن للبلدين معا قيادات قادرة على رأب الصدع وتذويب الخلافات متى استوت ظروف ذلك.

وتلاشت أصوات العقل وتاه ذووا العقول في خضم الخلافات التي تتأجج بين الأشقاء والظرف ظرف "كورونا" التاجي.. لكن الاعتقاد والإيمان يلزم أن يترسخ في المقولة التي تفيد بأن الصديق الحقيقي ليس من يصونك وأنتما متفقان ولكن من يظل على العهد والوعد حين الخصام.. فلنستحضر العقل.

آخر الأخبار