لا دخان دون نار !

الكاتب : الجريدة24

15 يوليو 2020 - 03:20
الخط :

هذا مثل فرنسي شهير، يتم استدعاؤه، عادةً، لتقدير اتجاه الحكم برجحان فكرة على أخرى، يتم نفيها من قبل المعني بها  أو المتهم بكونه قد اقترف ما يجعل أصابع الاتهام تشير إليه بقوة.

وغالبًا ما تكون قرائن عدة هي التي ترجح كون الشكوك التي تحوم حول الشخص، بالاستناد إلى ما قد يكون دعامة لها، حتى وإن لم تكن، عند إثارتها، والإشارة إليها، ترقى إلى مستوى الحجة القانونية القاطعة في وضوحها.

وقد علمتنا التجربة الملموسة أن المبالغة في توجيه التهم إلى الآخرين، صباح مساء، والطعن في ذمتهم دون أي حجج تذكر مؤشر لا يخطيء بأن المشكلة ليست عند الجهة التي يتم اتهامها بمختلف التهم التي لا تقوم على أدلة ملموسة، وإنما هي، بالأساس، عند الطرف الذي تصدر عنه تلك الاتهامات، وخاصة إذا كان حريصًا كل الحرص على تقديم نفسه بكونه ممثلًا أو منبعًا، لكل القيم النبيلة، على مستوى الورع والتقوى أو على مستوى الشرف والنبل أو على مستوى النزاهة الفكرية  أو نزاهة اليد، إلى غير ذلك من القيم، التي يحرص على أن يعلن، على الملإ، كونه يعشقها ويعبدها أشد العشق وأقوى العبادة.

إن شخصية من هذا النوع تلجأ، بأسلوبها الهجومي، ذاك، إلى  التستر على مراميها القريبة والبعيدة، في أول الأمر، وتوسل السمعة التي تكتسبها لدى من ليس لديهم اطلاع على خبايا الأمور لحصد النتائج المادية الملموسة وخاصة على المستوى المالي.

وهنا تبدأ خيوط الفضيحة تنكشف خيطًا بعد آخر، بحيث لا يعود هناك ما يكفي من ورق التوت، لإخفاء عورة أصبحت مكشوفة أمام الجميع، ولم تعد غير مرئية إلا بالنسبة إلى الشخص المعني، لإدمانه على لعبة التخفي وعدم توجيه البصر إلى نفسه قبل التيه في البحث عن شخص هنا أو مؤسسة هناك للطعن فيه وتبخيس دورها الوطني خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية بحجم القضية الوطنية المغربية، حيث لا يدخر جهدًا في النصب على جميع الاتجاهات دون وخز من ضمير إذا تبقى له ما يمكن اعتباره ضميرًا وهو أمر مشكوك في أن أحدًا يمكن إثبات وجوده لدى أمثال هذا الشخص.

إن لجوء هذا الصنف من المخلوقات إلى نشر المزاعم وإشاعة الأخبار المزيفة عن التزامه بقضايا الوطن وحرصه على نجاحها، في المحافل الدولية، يندرج ضمن آلية الارتزاق والابتزاز فحسب، ولا علاقة لما يدعيه مع ما يمارسه على أرض الواقع كما يؤكد على ذلك كل من خالطوه واطلعوا على ممارساته في واضحة النهار.

ولعل الشخصية التي تنشط في إيطاليا ( د.ف) تحت عناوين كثيرة، بحسب بورصة الربح والخسارة، نموذج تجتمع فيه كل آفات الارتزاق والعمالة البئيسة لكل جهة تلوح له بأي أمل في الكسب غير الشريف سواء في الداخل أو الخارج.

رأي