العثماني يهاجم المعارضة بالبرلمان ويحصي أخطاءها

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

26 يونيو 2019 - 10:10
الخط :

هاجم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، المعارضة البرلمانية، وشرع يجرد عددا من أخطائها في ممارسة دور المعارضة، أمام المغاربة، على خلفية مضامين انتقاداتها للحكومة بمناسبة تقييم حصيلة أداء الحكومة خلال نصف ولايتها.

واعتبر العثماني الذي كان يتحدث بمجلس المستشارين أثناء رده على تعقيبات البرلمانيين على حصيلة نصف ولاية الحكومة، أن خطاب المعارضة أغرقت في خطاب "التيئيس والتبخيس".
وقال العثماني "كنا ننتظر من كافة السيدات والسادة المستشارين نقاشا موضوعيا وتقييما منصفا لمضامين الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، إذ اخترنا في عرضها خطاب الوضوح والصراحة والواقعية، في سياق دقيق، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، غير أن هذا الأمل لم يكتمل ونحن نتابع بعض التدخلات التي آثرت مرة أخرى اللجوء إلى خطاب التبخيس والتيئيس".

واستغرب رئيس الحكومة لما سماه "تشكيك المعارضة في معطيات وأرقام صادرة عن مؤسسات رسمية"، وصارت "تكيل عبارات قدحية ومشينة أحيانا".

وتساءل العثماني حول ما إذا كانت المعارضة ستنجح في ممارسة دورها الدستوري "با الخطاب المغرق في السوداوية".
وقال"ما هي القيمة المضافة لعمل المعارضة إذا كان مجرد تبخيس مستمر، وإسهاما في زعزعة الثقة في العمل السياسي والشأن العام، ثم أين هو الدور الحقيقي للمعارضة في مراقبة عمل الحكومة عبر النقد البناء وتقديم الاقتراحات والمبادرات التي تخدم المصالح العليا للوطن بعيدا عن خطاب التبخيس الذي جعله البعض منهاجا لممارسة أدوار المعارضة؟"، يضيف رئيس الحكومة.

ونبه المسؤول الحكومي إلى أن مشكلة المعارضة هو أنهم "يطلقون الكلام على عواهنه ويوزعون اتهامات غليظة، يمينا وشمالا، باستغلال المؤثرات الصوتية، لكن ذلك لن يخدع المنصفين". واعتبر أن "سحر الكلام سرعان ما ينقضي مفعوله لأن الواقع والأرقام صامدة وعنيدة، عصية على التحريف والتدليس والتبخيس".

وشدد العثماني على أنه "لا يشاطر المعارضة نظرتها التشاؤمية وخطابها المغرق عموما في السلبية، بحيث لم نلمس فيه –على العموم-نقدا بناء، ولم نسجل في كثير منه اقتراحات عملية وبدائل واقعية، بل مجرد انطباعات وكلاما مرسلا، مقابل ما قدمناه من أرقام ومعطيات"، يقول المتحدث.

وتابع بالقول "إن الخطاب السياسي المأزوم، وأسلوب اللمز والتشنيع والاتهام حد التشكيك في الوطنية، هو من يسهم في إشاعة مزاج سيئ، وليس الحكومة أو عملها، ولابد من مراجعة هذا الخطاب للرقي بالسياسة وخدمة مصلحة البلاد، وهذا لا يبدو أنه أمر سهل، لما يتطلبه من إرادة قوية وجهد كبير".

ومضى قائلا "أتأسف للمستوى الذي نزلت إليه بعض مداخلات المعارضة، التي ينتمي أصحابها إلى حزب وطني عريق، يتنافى رصيده الأخلاقي ومرجعياته وأدبياته، مع ما تجرأ عليه البعض من تنقيص واستهداف شخصي، وتنابز بالألقاب، وتحريف للكلم عن مواضعه؛ وإن تَرَفُعنا عن الرد بالمثل، إنما مرده إلى الاحترام الواجب لمجلسكم الموقر ولمؤسسة رئاسة الحكومة وللمواطنين، وفي جميع الأحوال، فإن كل إناء بما فيه ينضح.

وأقر العثماني بأن حكومته "واعية بالإكراهات والتحديات وبالتطلعات المشروعة للمواطنين، لكنها في نفس الوقت تعي بأن البيئة السياسية والمؤسساتية ومناخ الاستقرار الذي تنعم به بلادنا يعد فرصة للوطن لتحقيق المزيد من المكتسبات في طريق تعزيز البناء الديموقراطي وتحقيق التنمية الشاملة التي تتطلع إليها كافة القوى الحية للأمة".

سياسة