هكذا اختار "الناهق" باسم جماعة "الظلم والعدوان" تغليط المغاربة وكشف جهالته بالجغرافيا

هشام رماح

يحتار المرء في جهالة حسن بناجح، "الناهق" باسم جماعة "العدل والإحسان" التي تستحق فعلا مسمى "الظلم والعدوان"، كما تستبد الحيرة حول ما يجول في خاطره من أوهام وهو يتوسم تغليط المغاربة واللعب على حبال الكذب ليدلي بالافتراءات في لجة ما يقع في غزة التي اشتعلت نارا بعد "طوفان الأقصى".

آخر بدع ذبابة "العدل والإحسان" ما ضرطه على الشبكة العنكبوتية، وهو يفتري كذبا عبر تدوينة بأن "ناقلة "سنترال بارك" الإنجليزية، التي كانت محملة بشحنات من حمض الـ"فوسفوريك" انطلقت من ميناء آسفي في 12 نونبر 2023، كانت متوجهة نحو إسرائيل وأن قراصنة الحوثيين اختطفوها، ليدس السم في التدوينة طمعا في زرع الفتنة.

وقد تنطلي أكاذيب حسن بناجح على المغيبين من المنتسبين للجماعة التي تتحرى "الظلم والعدوان"، لكن الفطن الحصيف يستطيع، بقليل من الجهد، أن يستجلي الحقيقة من الكذب ويفرق بينهما انطلاق من التدوينة نفسها التي اقترفها "الناهق" باسم أعداء الوطن المندسين بين المغاربة.

فكيف ذلك؟

ببساطة الأمر يتعلق فعلا بناقلة "سنترال بارك" وهي إنجليزية وكانت محملة بشحنات من حمض الـ"فوسفوريك" الخاصة بالمجمع الشريف للفوسفاط، وانطلقت من ميناء آسفي، لكنها لم تكن متوجهة البتة نحو إسرائيل، كما افترى هذا الإمعة، بل كانت متوجهة إلى الهند، وهي الناقلة التي تعرضت لمحاولة قرصنة، أول أمس الأحد 26 نونبر 2023، بخليج عدن وبالضبط عند باب المندب.

واستنادا على ما سبق فإن كذبة ذبابة "الظلم والعدوان" لن يصْدق إلا مع الجاهلين بخريطة العالم، والتي تفيد بأن خليج عدن يقع بعد اجتياز قناة السويس المصرية، وهو مسار بحري أبعد ما يكون عن إسرائيل، وبأن هذا المسار لا يعني إلا شيئا واحدا وهو أن الشحنة كانت تتغيا الوصول إلى جنوب آسيا وهي الهند.

فهل الوصول إلى إسرائيل يستدعي المرور عبر خليج عدن؟ ثم هل اليمن حيث ينشط الحوثيون أولياء نعمة حسن بناجح قريبة من إسرائيل؟ وإن كان الأمر كما يتصوره هذا الجاهل، فلم لا يهاجم الحوثيون إسرائيل مباشرة؟ ثم هل يدري فعلا "الناهق" الرسمي باسم جماعة المغرَّر بهم، جغرافيا المنطقة والخريطة التي تعكس توضُّع البلدان هناك أم أنه كان مخدَّرا وهو يخط ما لا يقبله عقل؟

ولعل العائد للأنباء المتعلقة بناقلة "سنترال بارك" سيعلم نقلا عن وكالة "أسوشييتد بريس" بأن البحرية الأمريكية ألقت القبض على القراصنة الحوثيين الذين حاولوا السطو عليها، بعدما استهدفوها بصاروخين باليستيين أطلقا من اليمن بالقرب من سفينة حربية أمريكية كانت هبت لمساعدة الناقلة.

عموما، لقد انكشف الغطاء عن سدنة الخيانة في المغرب، وبدا أنه وبعيدا عن كل الحقائق الساطعة، اختار "الناهق" باسم جماعة "الظلم والعدوان" أن يبذر الفتنة وأن يفتري على المغرب، ويهاجمه في خضم ما يقع عبر الترويج لأكاذيب رمى من ورائها لتصفية حسابات ضيقة، وكشف من خلالها سوءته وجهالته، وبأنه يفقه في الدعارة النضالية أكثر من أي شيء آخر.