أزمة مائية خانقة.. هل تكون العيون الطبيعية طوق النجاة للدار البيضاء؟

الكاتب : انس شريد

15 أغسطس 2024 - 10:00
الخط :

تقف مدينة الدار البيضاء، القلب النابض للاقتصاد المغربي، اليوم على أعتاب أزمة مائية قد تُغيّر ملامح المدينة بشكل جذري.

وأطلقت عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، ناقوس الخطر في تصريح سابق، مؤكدة أن الوضع المائي في المدينة أصبح "حرجًا وخطيرًا"، بسبب توالي سنوات الجفاف، إذ لم تعد الدار البيضاء تعتمد إلا على مياه واد أبي رقراق، وهو ما يزيد من هشاشة الوضع المائي فيها.

هذا التصريح الجريء من العمدة كان كفيلاً بإشعال فتيل النقاشات بين الجهات المنتخبة على مستوى مقاطعات الدار البيضاء، حيث بدأت الأصوات تتعالى من أجل استغلال العيون الطبيعية الموجودة في تراب العاصمة الاقتصادية.

وفي هذا السياق، برز مطلب مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي الذي دعا حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، إلى تجهيز واستغلال عين سيدي البرنوصي، إحدى العيون الطبيعية التي ظلت لفترة طويلة غير مستغلة بشكل كامل.

وبدورها، قامت نبيلة الرميلي عن دعم هذا المطلب، حيث أكدت في تصريحات صحفية أن استغلال هذه العيون بات من أولويات جماعة الدار البيضاء.

وأشارت إلى أن المياه المتدفقة من هذه العيون، والتي تنتهي في البحر حاليًا، يجب أن تستغل لصالح سكان المدينة، الذين قد يجدون أنفسهم قريبًا في مواجهة نقص حاد في الموارد المائية.

ويبدو أن الوقت قد حان لتحويل هذه المطالب إلى واقع ملموس، فالخطر الذي يهدد الدار البيضاء ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو اختبار حقيقي لقدرة المدينة على الصمود والتكيف مع التغيرات البيئية التي أصبحت تفرض نفسها بقوة على حياة الناس.

وسبق لجلالة الملك محمد السادس، أن أصدر توجيهات عاجلة لتسريع تنفيذ مشاريع حيوية تتعلق بتحلية المياه والربط بين الأحواض المائية.

في خطاب مؤثر ألقاه بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش، أكد الملك على أهمية اتخاذ تدابير فورية لمواجهة التحديات المائية التي تواجه المملكة.

وشدد الملك محمد السادس على ضرورة تسريع إنجاز محطات تحلية المياه، مشيرًا إلى أهمية هذه المشاريع في تأمين احتياجات المواطنين من مياه الشرب.

وأوضح أن هذه الإجراءات يجب أن تتزامن مع تنفيذ مشاريع كبرى لبناء السدود في المناطق التي تشهد تساقطات مطرية وفيرة، مما سيساهم في تعزيز الاحتياطات المائية وتوفير المياه للمستقبل.

آخر الأخبار