جدري القردة يهدد العالم.. حمضي ينبه لضرورة زيارة الطبيب فور ظهور الأعراض

بينما كان العالم يلتقط أنفاسه بعد جائحة كوفيد-19، ظهرت في الأفق ملامح تهديد صحي جديد يحمل في طياته قلقًا متزايدًا: جدري القردة.
ما بدأ كمرض نادر في غابات إفريقيا تحول بسرعة إلى حالة طوارئ صحية عالمية، مع سلالة جديدة تمتاز بقدرة مخيفة على الانتشار، مهددة بعودة شبح الوباء الذي لم ينسه العالم بعد.
وفي خضم هذا التصاعد المخيف، تم طرح مجموعة من التساؤلات أبرزها: هل سيسمح العالم بتكرار سيناريو الجائحة السابقة؟ وهل سيكون اللقاح الذي أنقذ البشرية من الجدري في الماضي قادرًا على مواجهة هذا العدو الجديد؟
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح توصلت به "الجريدة 24"، أن السلالة الجديدة من جدري القردة، تمتاز بقدرتها على الانتشار بطرق لم تكن مألوفة من قبل.
فالمرض لم يعد مرتبطًا فقط بالمناطق النائية أو بالحيوانات البرية، بل أصبح ينتشر داخل المجتمعات البشرية، عبر العلاقات الجنسية، والاحتكاك الجلدي، وبين أفراد الأسرة الواحدة، بل وحتى في المدارس، حسب المتحدث ذاته.
ما يثير القلق بشكل أكبر، وفقا للمتحدث ذاته، هو أن هذه السلالة الجديدة تظهر طفرة أسرع من السلالات السابقة، كما أن معدل الوفيات الناجم عنها مرتفع نسبياً.
فبحسب الدكتور حمضي، يموت نحو 5% من البالغين المصابين في الحالات الخطيرة، بينما يرتفع هذا المعدل إلى 10% بين الأطفال، مع معدل إماتة إجمالي يصل إلى 3%.
وفي ظل هذه التطورات المقلقة، ووفقا للمتحدث ذاته، تعود مسألة اللقاحات إلى الواجهة.
وعلى الرغم من أن اللقاح المستخدم لمواجهة مرض الجدري يمكن أن يوفر حماية تصل إلى 85% ضد جدري القردة، إلا أن هذا اللقاح لم يصل بعد إلى الدول الفقيرة والإفريقية، مما يترك سكان هذه المناطق عرضة للخطر، وفقا للمتحدث ذاته.
علاوة على ذلك، يؤكد الدكتور حمضي أن إعلان حالة الطوارئ الصحية يعني أن الفيروس قد يصل إلى دول أخرى لم يتفشَّ فيها بعد، مما يستوجب تحركًا عاجلًا لتوفير الموارد اللازمة، من تجهيزات للكشف عن المرض، إلى تعزيز التوعية بين المواطنين والعاملين في المجال الصحي.
داعيا إلى زيارة الطبيب فور ظهور أعراض المرض، مثل البقع الممتلئة بالقيح، مؤكدا أن الوزارة الوصية عليها الاستمرار في التواصل والإخبار بكل مستجد.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الخميس، أنها قامت بتحيين المخطط الوطني للرصد والاستجابة لمرض جدري القردة (إم-بوكس).
وذكر بلاغ لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنها "تتابع عن كثب الوضع الوبائي لمرض جذري القردة (إم-بوكس) المنتشر حاليا بشكل كبير ومتسارع بعدد من الدول الأفريقية، وذلك في إطار منظومة الرصد الوبائي الدولي".
مضيفة: "أنها قامت بتحيين المخطط الوطني للرصد والاستجابة لهذا الوباء وذلك تبعا لتطور الوضع الوبائي الدولي وكذلك تطور المستوى المعرفي حول هذا المرض وأيضا توصيات منظمة الصحة العالمية".
وأوضح البلاغ أن "المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وبموجب أحكام اللوائح الصحية الدولية (IHR-2005)، كان قد أعلن أمس أن مرض إم-بوكس أضحى يشكل طارئا صحيا عاما يثير قلقاً دولياً وأن الانتشار السريع لهذا الوباء منذ العام الماضي، ومؤشر الفتك المرتفع المسجل بإحدى الدول الأفريقية يستلزم جهدا وتعاونا عالميا للحد من انتشاره".
وأضافت الوزارة أن "هذا الإعلان بشأن الإم-بوكس يعد هو الثاني من نوعه في غضون عامين حيث كان قد سبق لمنظمة الصحة العالمية أن صنفت هذا المرض كطارئ صحي عام يثير قلقاً دولياً خلال الفترة الممتدة بين يوليوز 2022 وماي 2023، مع الاستمرار في الإبلاغ عن الحالات في جميع أنحاء العالم إلى يومنا هذا".
وفي المغرب، أكد المصدر ذاته، أنه "تم وضع وتفعيل مخطط وطني استباقي مند يونيو 2022، وقد مكن هذا المخطط من رصد 5 حالات إلى غاية شهر مارس من هذا العام، جلها كانت واردة ولم ينتج عنها حالات عدوى لدى المخالطين، كما تميزت بكونها هينة من الناحية الطبية وتعافت تماما دون أية مضاعفات".
وطمأنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عموم المواطنات والمواطنين بخصوص مستوى اليقظة والاستعداد ببلادنا، مؤكدة أنها ستستمر في التواصل والإخبار بكل مستجد.