كم ستكلف عطسة ترامب العالم ؟

الكاتب : وكالات

02 أكتوبر 2020 - 04:30
الخط :

بح صوت محافظ موسكو؛ وهو يحذر كبار السن من مغبة الاستهانة بالإجراءات الاحترازية في مواجهة كورنا لكن قلة، ربما، تستمع لتحذيرات سيرغي سابيانين.

بينما الغالبية تنتمي إلى حزب ترامب الذي يضرب بعرض الحائط كل ما يقال عن الفيروس الخبيث، الذي تسلل إلى البيت الابيض واقتحم مضجع الرئيس الأميركي، وميلانا ترامب، شريكة حياته في السراء والضراء والوباء. استهان ترامب بكوفيد حتى اللحظة الأخيرة، حين سخر من نائبه مايك بنس، وسخر من ارتدائه الكمامة. وتباهى الرئيس أمام الناخبين، بوجه مفتوح، خال من "الحجاب" الإلزامي المفروض على البشرية من كائنات متناهية في الصغر، قتلت إلى الآن ما يزيد على المليون إنسان في مختلف دول العالم، غالبيتهم في الدولة الأعظم، الولايات المتحدة الأميركية.

ولم يكن واضحا، لماذا يستهين ترامب بالجائحة؛ فيما يستثمر منافسه بايدن ملف تفشي الفيروس، معولا أساسيا في حملته الانتخابية. ويتهم غريمه بإهمال إجراءات المكافحة، ويكاد يحمله مسؤولية الوفيات الكبيرة في صفوف مواطني الولايات المتحدة.

بعد دقائق، من إعلان ترامب نبأ إصابته بالفيروس؛ تراجعت البورصة، وترك المحللون واستطرادا الصحفيون، أسرتهم الدافئة، وتقافزوا في شاشات التلفزيون، يرسمون شتى السيناريوهات لغياب، قد يكون قصيرا أو طويلا، لبطل السياسة دونالد ترامب من الشاشة العالمية، وكأن البيت الابيض، وحده، يقود العالم بلا منازع.

الملفت، أن "أبو ايفانكا"، في أخر ظهور له، قبل ساعتين من إعلان نبأ العدوى، بدا حيويا، وقحا، صاخبا، كعادته الأمر الذي أدى إلى ابتعاد بعض المحللين للحديث، عن الآثار السياسيّة لمرض ترامب؛ إلى الطبيعة البيولوجية لكوفيد، الذي يمهل ويهمل أيضا. بمعنى أنه يصيب، ولا يقتل، وأن ترامب يحمل الفيروس، ولكنه معافى!معادلة، لا تبتعد كثيرا عن تعقيدات الحملة الانتخابية الاميركية، الأعنف في تاريخ البلاد المعاصر. فقد وظف الديمقراطيون كوفيد في حملتهم الانتخابية، منددين باهمال ترامب للجائحة، بينما عزف الرئيس على وتر أن خصومه يسعون لإغلاق البلاد، وتدمير الاقتصاد وسبي العباد.

وتفاخر بأنه حقق معدلات في النمو الاقتصادي للولايات المتحدة لم يصلها الديمقراطيون على مدى عقود.

والى الآن، فإن ترامب يتمتع بوضع صحي يؤهله لإدارة البلاد، لكن من غير المعروف ما إذا كان كوفيد سيبقى رحيما معه.عندها ستبرز مشكلة من يتولى الإدارة في حال ظهر أن نائبه بنس وصلته العدوى أيضا.

ووفقا لدستور الولايات المتحدة، فإن رئيس مجلس النواب يتولى القيادة في حال عجز الرئيس ونائبه عن القيام بمهامهما.

واذا وقع المحذور، وتوغل كوفيد في جسد ترامب، ولحق به نائبه بنس، فإن القيادة ستذهب، إلى العدو اللدود لترامب نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين، الرئيسة الحالية لمجلس النواب.

لن تغير بيلوسي التي لا تنسى ربما، إهانة ترامب بعدم مصافحتها بعد القاء خطاب الأمة مطلع العام، السياسة الاميركية.

كأمرأة، عبرت نانسي عن الغضب بتمزيق نص الخطاب، أمام الكاميرات. ولولا الحياء لضربته، ربما بكعبها!

لكنها في شتى الأحوال، لن تنتقم بتغيير سياسة واشنطن الخارجية أو الداخلية في فترة زمنية قصيرة حتى لو أمتدت، مع وطأة كوفيد على ترامب.

وهكذا، فإذا عطس البيت الأبيض، أصيب العالم بالإنفلونزا! هذه المرة، فان المقولة الشائعة، تحمل قدرا كبيرا من الصحة، فقد ظهر أن إصابة ترامب بكوفيد اللعين، قد تغير طائفة واسعة من الملفات الداخلية والخارجية.

ربما ستؤدي إلى تأجيل الأنتخابات الأميركية وما يترتب على ذلك من تبعات، ستهز مؤسسة الحكم، المثقلة أصلا بأزمات فجرتها الجائحة. وخارجيا، ستؤثر على خطط ترامب الدولية والاقليمية. وربما ستلجم اندفاعاته المتهورة، في الشرق الأوسط، خاصة إزاء إيران وحليفاتها في المنطقة ولو مؤقتا.

آخر الأخبار