حديقة الجامعة العربية بالدار البيضاء.. لا فرق بين الاثنين!

الكاتب : الجريدة24

29 أكتوبر 2020 - 11:40
الخط :

هشام رماح

لم يدر بخلد المهندس الفرنسي "ألبير لابارد"، سنة 1913، حين حاكى في تصميمه للحديقة التي أصبحت تعرف باسم "الجامعة العربية"، التصميم الخاص لحديقة باريس، أن الوضع الذي ستعيشه نباتاتها وأشجارها، يحتمل أن ينعت بأكثر من "كارثي"، الحديقة التي تتوسط مدينة الدار البيضاء، التهم الإسفلت والإسمنت مساحات كبيرة من خضرتها، على مر أكثر من 90 سنة.

كما يبدو فحديقة "منظمة الجامعة العربية"، تعيش وضعا لم تستطع 45 مليون درهم سبق وخصصها المجلس الجماعي للدار البيضاء،  تجاوزه لإعادة النضارة للأشجار والنخيل المنتصب فيها، والأشغال التي تزال لم تكتمل فيها بالمرة.

كان زكرياء يخوض في حديث هامس مع شابة، وهما يجلسان على بساط عشبي في الحديقة، قال إنه لا يلجأ إلى هذا المكان إلا عند مواعدته لصديقته، وأكد أن عهده بالحديقة قليل قلة سنوات عمره، غير أن هذا لم يمنعه من إبداء أسفه على انعدام حدائق ولو بمواصفات كهذه قرب درب الفقراء حيث يقطن.

تأبى جذور الأشجار المعمرة في الحديقة إلا أن تتجه صوب أعلى مخترقة طبقة الإسفلت التي تغطي ممرات الحديقة المجاورة لـ"كازابلانكيز"، من هنا كانت انطلاقة الكثير من الرياضيين من أبناء المدينة، الذين استفادوا من جرعات الأوكسجين التي كانت تنفح بها أشجار الحديقة، في سنوات مجدها.

كانت مساحة حديقة الجامعة العربية تصل في أول إنشائها من قبل سلطات الحماية إلى 28 هكتارا، الآن مساحتها تقلصت إلى ما دون العشرون هكتارا، بفعل زحف الإسمنت، في مدينة يحفل سكانها بالعقار أكثر من الأخضر.

بعيدا عن زكرياء وصديقته، كان يجلس الجيلالي هامدا، تتابع عيناه المارين أمامه فوق الممر المشبع بالحمري، غزا الشيب رأس الجيلالي، الذي يقطن بأحد أحياء المدينة القديمة، قال إنه يقصد الحديقة كل عشية للاختلاء بنفسه، بعدما أحيل على التقاعد، أرجع الجيلالي شريط ذكرياته، ليقول إن الحديقة كانت تحفل فيما مضى بنافورة حديدية اختفت من مكانها بعدما عهد السهر عليها إلى مجلس مدينة الدار البيضاء.

اختفت الحروف البرونزية التي كانت تشكل اسم الحديقة من النصب الحجري، عند تقاطع شارعي مولاي يوسف والحسن الثاني. الحروف سقطت واختفت مكرسة واقع منظمة تشكو البلقنة، تستمد منها الحديقة اسمها.

آخر الأخبار