رئيس البرلمان التونسي يصفي حساباته مع المغرب عبر الملف الليبي

الكاتب : الجريدة24

26 نوفمبر 2020 - 01:25
الخط :

هشام رماح

الجزم ينحاز إلى أنه لن تقوم للاتحاد المغاربي قائمة، بوجود سياسيين أمثال راشد الغنوشي، القيادي السياسي التونسي المنتمي للتيار الإسلامي الذي ينتصر للفرقة والبلقنة، ويصفي حساباته مع من ينازعون تطرفه السياسي، وينازعون من يواليهم من "محور الشر" خارج حدود بلاده.

راشد الغنوشي، زعيم حزب "حركة النهضة" ورئيس البرلماني التونسي، وهو يتحدث عن الملف الليبي على قناة "الجزيرة" أصر على تمرير ما يرضي "حليفته" الجزائر، ويقصي الدور الرئيسي الذي يلعبه المغرب من أجل استقرار الرقعة الجغرافية التي استثنى منها أيضا موريتانيا.

راشد الغنوشي المثير للجدل والمعروف بعلاقاته القوية مع الجيش الجزائري خاصة مع الجنرال الراحل أحمد القايد صالح، حصر استقرار ليبيا في خدمة الثلاثي تونس بلاده الأم والجزائر الوصية عليه وليبيا البلد المعني، وليس في الحصر تناسي أو سهو بقدر ما يحاول من خلاله "الانتقاص" من بلد أسس للقاء الإخوة الليبيين بما رتق الهوة التي كانت تتسع بين طرابلس وبنغازي.

المغرب بمبادراته الأخوية التي خطفت احترام العالم قاطبة، باستثناء الخصوم، قض مضجع راشد الغنوشي الذي يتغنى بإحياء اتحاد المغرب الكبير، ما جعله يرهن في كلام تذروه الرياح إعادة الإحياء بالثلاثي تونس وليبيا والجزائر، وهو كلام لا يستقيم ومردود عليه بما يقع على أرض الواقع.

ولأن الإبل لا تورد كما يظن راشد الغنوشي، فلا ضير من تذكيره أن ما تقدم به يبث الفرقة أكثر مما يبحث عن تلحيم الفوارق والخلافات القائمة بين البلدين، متناسيا أن من بين معوقات إحياء الكيان الموؤود هي النعرات الجزائرية ومن يدور في فلكها من أمثاله ممن يغضون النظر عن المشاكل الحقيقية، والتي تتجسد في السعي لتحقيق مآرب لا تخفى على الجميع عبر يافطة نصرة الانفصاليين.

كذلك، ولأن موريتانيا أبدت موقفا كيسا تجاه التحرك المغربي وطرد الانفصاليين من منطقة الكركرات العازلة، وصفق الباب ورائهم، كان لها حظ بدورها من لمز رشاد الغنوشي وأقد اسقطها من وارد كلامه حول المغرب الكبير، وهو إسقاط مقصود لكنه ينم عن التحركات المفضوحة التي يؤتيها قادة مغاربيون من أجل دوام الموت السريري للكيان.

آخر الأخبار