مختص في علم الإجرام: جريمة سلا فيها تلذذ من خلال طريقة القتل وعدم التمييز

اهتز الرأي العام على وقع جريمة قتل صادمة بمدينة سلا لم يعرف المغرب مثيلا لها، خلال الأيام الأخيرة الماضية، لتصبح فرضية الضحايا والمشتبه فيه من أفراد العائلة الواحدة واردة انطلاقا من مجموعة من المعطيات، لتصبح بذلك هذه الجريمة في قائمة الجرائم ضد الأصول، ما يطرح تساؤلات عديدة حول الدوافع والأسباب التي تدفع إلى إقدام شخص على قتل أقرب المقربين إليه.

وفي هذا السياق، أكد محسن بنزاكور أستاذ علم النفس الاجتماعي في اتصال ب"الجريدة24" أن للجريمة دوافع وأبعاد نفسية متعلقة بالبينية النفسية التي أدت إلى الفعل الجرمي الذي عاني فيه الجاني في الغالب من اضطراب نفسي خطير يدفعه لارتكاب الجرم، بالإضافة إلى عوامل مساعدة كالهشاشة الاجتماعية التي تكثر فيها الجريمة على اعتبار أنها تدفع كذلك للجريمة.

محسن بنزاكور يوضح أن المجرم من الناحية النفسية يعاني من اضطرابات على المستوى الإدراكي يجعله يفهم الأشياء وفق تصوره الخاص، يتولد لديه مشاعر الحقد و الغيرة والتلذذ ، مشيرا إلى أن ما وقع في مجزرة سلا فيه تلذذ من خلال طريقة القتل وعدم التمييز بعد قتل رضيع من ناحية وفقدان الإحساس بالرحمة، مما يدل على أن مسافة المستوى الذهني لدى الجاني قد قزمت وتبعتها مشاعر سلبية ونظرة سوداوية للمجتمع وللأخر " ما يجعل المجرم يقتنع أن لا سبيل للتعامل إلا بالجريمة"، ناهيك عن المجرم المرضي الذي يراى ما لا علاقة له بالواقع" يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي.

ومن الجانب الاجتماعي، يتابع محسن بنزاكور، أن ما وقع في مجزرة سلا التي راح ضحيتها 6 أشخاص قد يكون فيها احتمال تعاطي المجرم لحبوب الهلوسة وهذا ما ستبينه أبحاث الشرطة فيما بعد، مشيرا إلى أن تعاطي المخدرات يعد أحد العوامل التي تساهم وقوع مثل هذا النوع من الجرائم، فتعاطي الأقراص المهلوسة والمخدرات عموما، وفق ما يراه بنزاكور، يجعل الشخص في حالة هيجان وغضب وعدم إدراك لأفعاله وحتى لطبيعة صلته بالأشخاص المحيطين به، كما قد يؤدي إلى إصابته باختلالات ذهنية وعاطفية، وهو ما قد يدفعه إلى ارتكاب تلك الجرائم.

فتعاطي الأقراص المهلوسة والمخدرات عموما، يجعل الشخص في حالة هيجان وعدم إدراك لأفعاله وحتى لطبيعة صلته بالأشخاص المحيطين به والتي من المفترض أن تتصف بالرحمة، كما تفقده السيطرة، ما قد يدفعه إلى ارتكاب الجرائم.