هذه خلفيات بلاغ الحمامة والجرار والميزان لتشكيل التحالفات الترابية

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

17 سبتمبر 2021 - 04:30
الخط :

ذهبت عدد من التحليلات والتأويلات إلى أن البلاغ المشترك الصادر عن قيادة أحزاب التجمع والوطني للأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة، الذي وقعته قيادات الأحزاب الثلاثة وهم عزيز أخنوش وعبد اللطبيف وهبي ونزار البركة، من أجل تشكيل تحالفات مشتركة فيما بينهم لتشكيل المجالس المنتخبة بعموم التراب الوطني، تعطي إشارة واضحة على أن هؤلاء الثلاثي استقر قرارهم على تشكيل تحالف ثلاثي نهائي من أجل الدخول إلى الحكومة معا.

لكن المعطيات التي توصل بها "الجريدة 24" أكدت أن هذا البلاغ لا علاقة له بتشكيل التحالف الحكومي، وأن الأحزاب التي ستتحالف لتشكيل حكومة أخنوش المرتقبة لم يتم حسمها بعد، إلى زن يتم خوض الجولة الثانية من المشاورات السياسية.

ذات المعطيات تشير إلى أن هذا البلاغ التنسيقي الثلاثي جاء على خلفية الصراع الحامي الوطيس الجاري بين الرموز السياسية لبعض الأحزاب بجهة كلميم واد نون، والتي يسعى كل حزب وكل طرف إلى حسم رئاسة هذه الجهة لصالحه وفق تحالفات انتقامية أو مصلحية.

وأشارات المصادر إلي أن واقعة سحب عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة التزكية من عبد الوهاب بلفقيه جعل هذا الأخير يقرر دعم الاتحادي ابودرار للوصول الى رئاسة مجلس جهة كلميم وادنون لقطع الطريق على التجمعية امباركة بوعيدة، التي باتت قريبة من حسم الرائاسة لصالحها.

بلفقيه يحاول، ورغم قرار اعتزاله العمل السياسي، أن يلقي بكل ثقله السياسي ونفوذه بالجهة قبل تنفيذ قرار الاعتزال، وذلك من أجل الانتقام من وهبي الذي بات قريبا من التحالف مع أخنوش على مستوى القطاعات الحكومية، وكذلك من أجل رد الاعتبار لنفسه من ما سماه في رسالة الاعتزال "الغدر" الذي تلقاه من وهبي.

وما جعل أخنوش ووهبي ونزار البركة يخرجون ببلاغ شديد اللهجة يحذرون فيه منتخبي أحزابهم في كل المغرب، هو تهريب بعض المستشارين واحتجزاهم برضاهم إلى غاية يوم التصويت من أجل منح أصواتهم للاتحادي أبودرار الذي أصبح هو الآخر قريبا من حسم رئاسة جهة كلميم بسبب الدعم القوي الذي حضي به من بلفقيه، ضد على الاتافق الثلاثي بالجهة وهم الاستقلال والأحرار والأصالة والمعاصرة، الذي توافقوا فيه على التصويت لصالح التجمعية بوعيدة.

وحسب ذات المعطيات، فإن البلاغ المشترك بين أخنوش ووهبي ونزار البركة ليس تحذيرا لمنتخبي أحزابهم وحثهم على التصويت لبوعيدة فقط، بل هو أيضا تحذيرا لادريس لشكر، الكاتب الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ويلمح بلاغ الأحزاب الثلاثة إلى أنه في حال نزال لشكر وحزبه بكل ثقله من أجل الظهر برئاسة جهة كلميم واد نون، فإن أمل الاتحاد الاشتراكي لدخول حكومة أخنوش سيتبخر وسيصبح في خبر كان، ما يجعل الاتحاد قد وقع على الوثيقة النهائية للاصطفاف في المعارضة إلى جانب البيجدي، ثم التقدم والاشتراكي الذي يبدو أنه أصبح أمره شبه محسوم للاصفاف في المعارضة لكون أخنوش لم يقدم لهذا الحزب أي عرض لدخول الحكومة.

آخر الأخبار