حينما سكت نظام الـ"كابرانات" عن جرائم إيران في حق الإخوة

الكاتب : الجريدة24

27 يناير 2022 - 10:20
الخط :

 سمير الحيفوفي

إيران تتمدد في إفريقيا عبر الجزائر التي فتح لها النظام العسكري كل بوابات البلاد، نكاية في المغرب، متجاهلا أنه يسمح لها بذلك بنفث سموم الدولة "الصفوية" ونشر المذهب الشيعي، وهو بذلك رضي بموقف الشيطان الأخرس عندما سخرت حليفته الحوثيين لترويع الإخوة في الإمارات العربية المتحدة.

وبعيدا عن الخليج، وجدت إيران في النظام العسكري الجزائري ما يذهب بها توا نحو أهداف المدِّ الشيعي وزعزعة استقرار غرب إفريقيا، وهو أمر فطن له المغرب منذ 2018 حينما قطع علاقاته بها، وقد وقف على حقيقة إيفادها لعناصر من "حزب الله" الموالي له في لبنان لتدريب عناصر انفصالية من "بوليساريو".

وإذ واجهت المملكة المغربية إيران بالحجة والدليل حول تورطها في مؤامرات انعقدت مع العسكر الجزائري، فإن قرار قطع العلاقات أثار في نفوس الـ"كابرانات" أملا في المضي قدما مع إيران لعلهم بذلك يقضون مضجع المغرب وهم يبسطون لها كل مقومات تحقيق مطامعها في غرب إفريقيا.

ولا ينفك المغرب عن التحذير من التغلغل الإيراني في غرب إفريقيا، كما جاء على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بعدما لفت الانتباه إلى أن الأمن الروحي للمغاربة ولإفريقيا يعتبر من بين الأولويات من أجل التصدي للأطماع الإيرانية في القارة.

وأحال ناصر بوريطة، أثناء مناقشة عدد من الاتفاقيات الدولية بمجلس النواب، الأسبوع الماضي، على تقرير نشرته لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، جاء فيه أن "إيران تحاول الدخول إلى غرب إفريقيا لنشر المذهب الشيعي".

وإذ لا تستشعر إيران خطرا على أهدافها في غرب إفريقيا إلا من المغرب، فإن النظام الجزائري الذي أفرد لها الطريق لغاية يعلمها الجميع، وبالعودة إلى الخليج، لم يكلف نفسه أن يدلي بدلوه فيما يشجر بين حليفته ودول عربية بعيدة عن المنطقة، وهي الدول التي حاول الـ"كابرانات" خطب ودها بالكلام المنمق قبل أن يتواروا إلى الخلف بعدما سلطت إيران الحوثيين على الإمارات العربية المتحدة من أجل ترويعها.

وألجم عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري الصوري ومعه رمطان لعمامرة، وزير الخارجية وناطق السوء لسانيهما عما اقترفته إيران الفارسية في حق بلد عربي، وهو أمر يميط اللثام عما تبقى من النوايا السيئة المضمرة من قبل نظام الـ"كابرانات" الذي يتشدَّق بالقومجية ولا يتحرك قيد أنملة في هذا الصدد متى تعلق الأمر بإيران.

إن المغرب واضح ولطالما التزم الوضوح فيما يشجر بين إيران والدول العربية من محيط إلى الخليج، ولا يضيره أن يبدي مساندته اللا مشروطة للإمارات العربية المتحدة بعدما تعرضت له غمارة أبو ظبي من هجوم للحوثيين المدعومين من قبل الدولة الفارسية، وليس من يتخذ الوضوح منهجا له مثل من اعتاد منه الجميع المواقف الملتبسة.. وإلا فلم صمت الـ"كابرانات" صمت الشيطان الأخرس عما ألمَّ بإخوانهم.. أم أن الأخوة تجتزأ لدى العسكر وفق المصالح؟

آخر الأخبار