تحت حكم العسكر.. هذا ما تغير في الجزائر؟

الكاتب : الجريدة24

15 يوليو 2022 - 01:00
الخط :

تحت حكم العسكر.. هذا ما تغير في الجزائر؟

سمير الحيفوفي

ماذا تغير في الجزائر؟ لم يتغير الحكم فيها لتصبح دولة مدنية متحررة من إحكام العسكر، ولم تتحسن أحوال شعبها الذي لا يزال يكرر الأيام ويعيدها، كما لم يتوقف الـ"كاربانات" عن استنزاف مقدراته ، لكن لنكرر السؤال من جديد، ماذا تغير في الجزائر؟

يكاد يكون الجواب لا شيء. إلا أنه ليس كذلك. فقد تغيرت أمور كثيرة لكن في نفوس شرائح واسعة من الشعب الجزائري الذي كان يؤمن بـ"خاوة خاوة" في علاقته مع المغاربة، وأصبح متيما بـ"العداوة" تجاههم في تبنٍّ سافر  لأحقاد وضغائن العسكر.

ومن يتابع الوارد من فيديوهات ومنشورات وتعليقات من الجارة الشرقية يجزم، أن هذا حق، فأن ينتصب مشجعو كرة القدم، خلال ألعاب البحر المتوسط التي احتضنتها وهران مؤخرا، إلى جانب فرنسا وإسبانيا وتركيا ضد المنتخب المغربي، ويناصبونه العداء الذي عبروا عنه بهتافات لخصوم أشبال الأطلس وصفير عليهم متى تحكموا في الكرة، يستأنس ولا غَرْو إلى هذا الاعتقاد.

ولمن تابع الاستعراض العسكري الذي أقامه الـ"كابرانات" بآلياتهم العسكرية المهترئة تزامنا وإحياء ما يعرف هناك بذكرى الاستقلال، ولمن سمع الحشود وهي تهتف "كحَّل كحَّل يا المروكي"، وهي تستأسد بهذه الخردوات على المغاربة، يخلص إلى أنه وبالفعل تغيرت أمور لكن لصالح العسكر وخديمهم عبد المجيد تبون، بعدما استطاعوا تأليب فئات واسعة من الشعب الجزائري على شقيقه المغربي.

وبينما تقوم عقيدة العسكر الجزائري على استعداء المغرب، ليكون مشجبا لكل إخفاقاتهم التي يُمْنَوْن بها كلما انساقوا وراء نزعاتهم العدائية تجاه المغرب، فإن الحصيلة تبدو "مشرفة" لهؤلاء، فقد حققوا في مدة وجيزة ما فشل فيه النظام الـ"بومديني" على مدى عقود، وهي طمس الأخوة بين المغاربة والجزائريين، وطمر الشعار القاتل لهم القائل "خاوة خاوة.. خاطينا السياسة".

وتحت إمرة "الفريق" البئيس الشنقريحة، ودميته عبد المجيد تبون، تمكن النظام من الالتفاف على مطالب حرائر وأحرار الجزائر، ممَّن جابوا البلاد كل يوم جمعة على مدى عامين، مطالبين بدولة مدنية، وهذا الالتفاف لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه لأن يغسل النظام أدمغة أغلب الجزائريين، وقد جعلهم يعتقدون في قوتهم متى كان المغرب ضعيفا.

وبالفعل فقد أصبحت غالبية الشعب الجزائري لا ترى في المغاربة أشقاء وتصنفهم أعداء، وقد أضحى شعب الجارة الشرقية مثل العسكر يعيش في ثكنة عسكرية كبيرة تمتد على امتداد التراب الجزائري، بخلاف منطقة القبائل أقدم مستعمرة في إفريقيا التي تتوق للاستقلال عن الـ"كراغلة".

ولقد تبنى جل الجزائريين أفكار العسكر ومعتقداتهم، فراحوا يسومون المملكة المغربية سوء الأوصاف ويرمونها بأقذع النعوت، مرددين كلام الـ"كابرانات" ومهللين له، في ازدواجية قبيحة، من شعب أضحى تواقا لفض الخلافات مع المغرب على الأرض لكنه أكثر شوقا للهروب من جحيم الجزائر، وليس أدل على ذلك من جحافل الجزائريين الذين حجوا إلى تونس الخضراء لقضاء عطلة الصيف هناك.

فلم يا ترى ضاقت الجزائر وهي أكبر بلد إفريقي جغرافيا بما رحبت به تونس؟

آخر الأخبار