عندما تتفجر النخوة في نفوس رجال المغرب لتأديب من ترعرعوا في "حجر" العسكر

الكاتب : الجريدة24

03 يناير 2023 - 12:31
الخط :

هشام رماح

لمن ليس له نخوة ولا وطنية قحة، لن يستطيع أبدا، أن يؤتي ما أتى به محمد عروشي، السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، حينما هب ليعطي درسا قاسيا في الرجولة لممثل "بوليساريو" الذي أوفده النظام العسكري الجزائري، إلى الاجتماع المشترك بين لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي، الذي تجرى تنظيمه يومي 19 و20 دجنبر 2022 في فندق بمدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا.

وبكل الغيرة المأمولة في أبناء الوطن الحبيب انتفض السفير المغربي، إزاء الرعونة التي شابت الاجتماع، حينما مكن رئيس الجلسة ممثل "بوليساريو" من كلمة تهجم فيها على المملكة الشريفة ومؤسساتها، وهو أمر ما كان ليمر في حضرة رجال المغرب، الي وضع المرتزق الدخيل على الاجتماع عند حده.

وكان المرتزق الانفصالي الذي سافر إلى جنوب إفريقيا على حساب أموال الشعب الجزائري، محتميا بالصمت طوال الاجتماع، لينفذ في ختامه ما أمره به العسكر الذين يمولونه، وهو التهجم على المغرب ومؤسساته، حتى يشفي غليلهم وينفس عن الضغائن التي تلم بهم، وقد أطلق لسانه الشتائم إلى أن صده السفير المغربي.

الحادث كان استفزازيا محضا، وقد رغب من ورائه خديم العسكر الذين يحبكون في نسج المؤامرات، التقاط ردة فعله ونشر "فيديو" يوثق لردة فعل المسؤول المغربي، وهو أمر كان ينحاز إلى الرغبة في النيل من سمعة محمد عروشي، السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، لكن هيهات.

وأظهر الـ"فيديو" الذي التقط خلسة ضمن الجلسة، إلى أي طينة ينتمي رجال المغرب، فالرجل لم يكن ليستكين أو ليهدأ له بال، وهو يرى كيف أن المرتزقة يحاولون اللعب بأذيالهم في مؤسسات الاتحاد الإفريقي، فكان أن وضع الدخيل عند حده، وكشف له حجم الحب الذي يعتمل في صدر هذا الرجل لوطنه المغرب ولمؤسساته.

الواقعة أراد منها، النظام العسكري الجزائري، تشويه سمعة المغرب، لكنها جاءت معاكسة لطموحات الـ"كابرانات" وموفدهم المارق، فقد اتخذ رئيس الاتحاد الإفريقي، موقفا شجاعا، حينما انبرى لشجب ما بدر عن المرتزق الانفصالي، وقد عبر عن استنكاره لما حدث مبديا امتعاضه من جعل أجهزة التحاد الإفريقي منصة لتوجيه تصريحات جارحة في حق دولة عضو هي المغرب.

لقد أبن الانفصالي المندس وسط ممثلي الدول الإفريقية، أنه محكوم بتنزيل توجيهات النظام العسكري الجزائري، لكن ما غاب عن خلده أن للمغرب رجال يذودون عنه، في شتى المواقف، وقد أظهر له السفير محمد عروشي، أن له بالفعل "فرس للحلم بالحلم ملجم، كما أن له فرسا للجهل بالجهل مسرج، فمن أراد تقومه فهو مقوم ومن أراد تعويجه فهو معوج".. وهذا أمر لا يفقهه من ترعرعوا في "حجر" العسكر.

آخر الأخبار