أنامل الصانع المغربي تكرم الفرس بالجديدة

الكاتب : الجريدة24

21 أكتوبر 2023 - 05:00
الخط :

تعتبر صناعة النحاسيات من أبرز الحرف التقليدية في المغرب وأكثرها جمالا وعراقة، كما تشكل أحد أهم مكونات الهوية المغربية الثقافية والتراثية.

وتحتاج هذه المهنة إلى حرفيين متمرسين في الحرفة يتمتعون بالحس الفني العالي والجهد العضلي الكبير والخبرة الطويلة. وتعد من أقدم الحرف التقليدية بالمغرب، حيث عرفت أوجها في عهد الموحدين، أي في القرن الثاني عشر الميلادي.

وعرفت هذه الصناعة تطورا مضطردا خلال القرن الرابع عشر الميلادي، عندما طلب السلطان أبو عنان المريني تزويد مسجد القرويين بحوامل الشموع البرونزية البراقة، فضلا عن تكسية الأبواب بألواح نحاسية.

وواصلت هذه الصناعة حضورها القوي من خلال انتشارها في بعض المدن الأخرى كمراكش وسلا وتطوان. ويعزى هذا الانتشار إلى اهتمام الصناع التقليديين وإبداعهم من خلال صناعة عدد كبير من الأواني والتجهيزات المنزلية، خاصة الصواني والأطباق والإكسسوارات المرتبطة بالتبوريدة حاليا.

ويعرف رواق الحاج إدريس الساخي، بمعرض الفرس للجديدة خلال دورة هذه السنة، إقبالا كبيرا من حيث الزوار والسياح، الذين أعجبوا بصناعة النحاس سيما الإكسسورات المرتبطة بالخيل.

وفي هذا الصدد، أعرب عبد الله الكيش، مشارك في المعرض من الإمارات العربية المتحدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن إعجابه الكبير بهذه المجسمات الخاصة بالخيول، وهو ما دفعه ذلك إلى اقتناء هدايا منها للأسرة والأصدقاء، لافتا إلى أن باقي التحف الخاصة بالأطباق والصينيات لا تقل جمالا وروعة عن تلك الخاصة بالخيول.

وفي تصريح مماثل، عبر الصانع إدريس الساخي (المعروف بعمي إدريس)، عن اعتزازه بالمشاركة في هذا المعرض الدولي، مشيرا إلى أنه يقوم بصناعة الأواني واللوازم المرتبطة بالفارس والفرس.

وأضاف أن الأدوات المتعلقة بالفارس تستعمل في الجلسات التي تعقب "التبوريدة"، منها الصينية والبراد و" الكيسان" و"البابور" و"المقراج" والمبخرة والخنجر، موضحا أنه عندما نتحدث عن الفرس، فإن الأمر يتعلق بالركابات واللجام وكل ما يتعلق بزينة السرج.

وتابع أن المادة الأولية متوفرة بالمغرب، ويتم اقتناؤها وتطويعها حسب النموذج المرغوب فيه أو المطلوب من طرف الزبائن، سيما أن الإقبال على هذه الصناعات كبير من طرف المغاربة والأجانب كونها تشكل موروثا ثقافيا وحضاريا للمغاربة جميعا.

ويعرض الساخي مجموعة من التحف المنزلية والإكسسوارات المرتبطة بالخيل وجلسة الشاي التي لا تستقيم بدون البابور والصينية والبراد و"المبخرات" والأطباق المصنوعة من النحاس. ويعرض أيضا مجسمات من مختلف الأشكال لوضعيات مختلفة للفرس، واقفا، و متأهبا، و مستعدا للانطلاق، و مربوطا في عربة الجر.

كما يعرض أطباقا من النحاس بعضها مزينة بكتابات منقوشة مثل " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، كما يعرض نماذج من "الركابات" والألجمة المعروفة ب"الفاس" وبعض الأجزاء الصغيرة المنقوشة من النحاس، تحمل رسومات خاصة للخيول.

آخر الأخبار