المغرب بين ظلم الجغرافيا ومخطط الجزائر وتونس لتكرار مأساة 1975

الكاتب : الجريدة24

28 أكتوبر 2023 - 10:30
الخط :

هشام رماح

في كل مرة تفاجئنا الجغرافيا التي نحن فيها بالقسمة الضيزى التي جعلت المغرب مجاورا للجزائر، حيث يبسط "كابرانات" شابوا وما تابوا هيمنتهم على شعبهم، وامتدت إلى تونس التي أصبح رئيسها "قيس سعيد" طيعا بين أياديهم، بسبب الأموال التي نفحوه إياها.

ويعاد الحديث عن التكالب الصارخ بين النظام العسكري الجزائري ونظام الرئيس المخبول "قيس سعيد" الذي بدا أنه لا يستطيع أن يغير شيئا في مواجهة الباطل، بعدما عمدت سلطات بلاده إلى تعامل وحشي ولا إنساني مع مغاربة لهم عقود عمل في الجزائر.

وبينما تعالت أصوات في الداخل الجزائري لتصريف الأحقاد اتجاه المملكة الشريفة، عبر تكرار سيناريو الدناءة والخسة حين طرد نظام العار، من أراضيه، بعدما ضاقت أنفس رموزه، ما يناهز 75 ألف عائلة مغربية، سنة 1975، فإن تونس بدت خاضعة خانعة وسلطاتها تترجم هذا المخطط، حينما وقفت حائلا دون عودة مئات المغاربة إلى مقرات عملهم ومحلات إقامتهم في الجزائر.

ولفهم القصة جيدا تفي الإشارة إلى أن الأمر يتعلق بمواطنين مغاربة، لهت بهم الأيام ورمت بهم الظروف للعمل بشكل قانوني في الجزائر، وعندما كانوا يهمون بالعودة إليها من الإجازة عبر مطار "قرطاج" في تونس، حوصروا هناك رغم إتمامهم إجراءات العودة.

واتضح أن في "اللعبة القذرة" تبادل سافر للأدوار بين النظام الجزائري والسلطات التونسية التي تأتمر بأوامر الـ"كابرانات" فكان الحل المتاح أمام المغاربة المحاصرين في المطار التونسي، حسب إحاطة السلطات التونسية هو الاتصال بالقنصل المغربي للتدخل من أجلهم!

وفيما تدخلت الدبلوماسية المغربية لحلحلة الوضع، فإن السلطات التونسية تحرت الغموض في ردودها، ليقر مصدر مأذون من وزارة الخارجية التونسية، يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2023، بأن هذا المنع يرجع إلى أن الجزائر رفضت استقبال المحاصرين في المطار،، مما ما جعل شركة الطيران التونسية توقف عمليات تسجيلهم.

وبدا جليا انخراط السلطات التونسية في تنزيل المخطط الشيطاني الجزائري تجاه مغاربة يتهددهم نفس مصير الطرد الذي طال من سبقوهم في 1975، وهو مخطط تم اختيار توقيته بعناية، ليخلو الجو لدولة الـ"كاربانات" لفعل ما تشاء، ما دام يتزامن والعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أن كل الأنظار منصبة على منطقة الشرق الأوسط.

ولا غرو أن التصريحات التونسية لم تشف الغليل، بقدر ما كانت بهدف كسب الوقت والتأكيد على أنها تابعة لنظام جزائري مارق، وقد ارتضت لنفسها أن تقوم بمهام الدركي لفائدته، وأن تأكل بفمها الثوم، نيابة عنه، ما داموا على نفس الخط ويعتقدون نفس عقيدة الكره للمغرب، الذي ظلمته الجغرافيا وجعلته مجاورا لمثل هكذا بلدان.

آخر الأخبار