الرميلي تدق ناقوس الخطر: الدار البيضاء تعتمد بالكامل على مياه أبي رقراق
بعد توالي سنوات الجفاف، تجد الدار البيضاء نفسها في مواجهة أزمة مائية غير مسبوقة قد تُغيّر حياة ملايين السكان في أي لحظة.
المياه التي تتدفق من صنابير البيوت اليوم، قد تصبح غداً حلماً بعيد المنال، بعد أن كشفت عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، عن وضع "حرج وخطير" جعل العاصمة الاقتصادية تعتمد بالكامل على مياه واد أبي رقراق.
في جلسة استثنائية لمجلس جماعة الدار البيضاء، كشفت الرميلي عن تنفيذ مشروع ضخم خلال أربعة أشهر فقط، يهدف إلى ربط القنوات المائية من أبي رقراق إلى جنوب المدينة، حيث كانت مناطق مثل دار بوعزة والنواصر على وشك الانقطاع الكامل عن الماء.
الوضع لا يزال مقلقاً، إذ أشارت الرميلي إلى أن مخزون الماء المتوفر ضئيل جداً، ويتم تدبيره بحذر شديد للحفاظ على الإمدادات حتى يتم استكمال مشروع الربط بمياه التحلية القادمة من مدينة الجديدة. هذا المشروع الحيوي، الذي وصل إلى 90% من الإنجاز، يُتوقع أن يكون جاهزاً بحلول سبتمبر المقبل.
أمام هذه الأزمة، دعت الرميلي السكان إلى تبني استهلاك معقول للماء والمشاركة في حملات التوعية للحفاظ على ما تبقى من الموارد المائية.
وأكدت أن تقليل الصبيب بنسبة 10% كان خطوة ضرورية لتوفير احتياطي يُعتمد عليه في الأشهر القادمة، خاصة مع تزايد الطلب على المياه خلال فصل الصيف.
وفي ختام كلمتها، أكدت الرميلي على أهمية التضامن بين جميع سكان المدينة لعبور هذه الأزمة بسلام، مشيرة إلى أن الخطاب الملكي الأخير شدد على ضرورة مواجهة تحديات المياه بجدية وحكمة لضمان مستقبل مستدام للمدينة وللبلاد بأكملها.
تأتي هذه التحذيرات في وقت حرج، حيث يعاني المغرب بشكل عام من شح الموارد المائية، وتزيد التحديات مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك.
من هنا، تبرز ضرورة اتخاذ إجراءات فورية ومدروسة لتجنب الوصول إلى مرحلة الانقطاع التام، من خلال تسريع أشغال محطات تحلية مياه البحر.