بنعبد الله يفتح النار على حكومة أخنوش: المغرب لم يبدأ في 2021

في هجوم سياسي لاذع، انتقد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، حكومة عزيز أخنوش، رافضًا ما وصفه بمحاولة تصوير المغرب وكأنه بدأ مسيرته التنموية فقط منذ عام 2021.
وجاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالحي الحسني بالدارالبيضاء، حيث وجه رسائل مباشرة إلى الأغلبية الحكومية، معتبرًا أن "الحمامة الزرقاء" في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار ليست الجهة الوحيدة التي ساهمت في تقدم البلاد.
وأكد بنعبد الله أن حزبه، رغم تواجده في المعارضة، لا يرى أن الماضي كان سلبيا للبلاد، مشددًا على أن المغرب شهد تطورات هامة على مختلف المستويات، سواء في البنية التحتية أو الاقتصاد.
وأضاف أن هذه الإنجازات ليست وليدة حكومة بعينها، بل نتيجة تراكم جهود الحكومات المتعاقبة، بما فيها تلك التي كان حزبه جزءًا منها حتى عام 2018.
بنبرة حازمة، شدد الأمين العام للتقدم والاشتراكية على أن البلاد لا تزال في حاجة إلى مزيد من التقدم، داعيًا إلى نقاش موضوعي ومسؤول حول الوضع الحالي، بعيدًا عن أسلوب المزايدات أو الإنكار.
مشيرًا إلى أن الحكومات السابقة، سواء التي شارك فيها حزبه أو التي لم يكن جزءًا منها، قامت بعملها وأسهمت في دفع عجلة التنمية.
وتساءل عن مدى واقعية الخطاب الذي يروج لفكرة أن المغرب بدأ مساره التنموي فقط منذ 2021، رغم أن الجهات التي تروج لهذا الطرح كانت شريكًا أساسيًا في جميع الحكومات التي تعاقبت على تسيير البلاد خلال العقود الماضية.
وانتقد بنعبد الله بشدة محاولة البعض طمس الإنجازات التي تحققت قبل وصول الحكومة الحالية، مشيرًا إلى أن الأحزاب التي تقود الحكومة اليوم كانت جزءًا من المشهد السياسي منذ عقود، وبالتالي فإن لها نصيبًا من المسؤولية في النجاحات كما في الإخفاقات.
وأضاف أن من الضروري الاعتراف بمجهودات كل من ساهم في بناء المغرب الحديث، دون اختزال التطورات الأخيرة في جهة معينة أو فترة زمنية محددة، مشددًا على أن الإنصاف السياسي يقتضي الاعتراف بالتراكمات الإيجابية بدل تبني خطاب يُوحي بأن البلاد انطلقت من الصفر بعد 2021.
وتأتي كلمة بنعبد الله في سياق سياسي مشحون، حيث تشتد المنافسة بين الأحزاب حول تقييم أداء الحكومة الحالية، وسط جدل حول مدى نجاحها في تحقيق وعودها، قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 2026.
وبينما تؤكد الأغلبية الحكومية أن سياستها تهدف إلى تعزيز التنمية وتجاوز الإخفاقات السابقة، ترى المعارضة، ومن بينها حزب التقدم والاشتراكية، أن هناك حاجة إلى مقاربة أكثر شمولية تعترف بمجهودات كل الفاعلين السياسيين في تحقيق التقدم، دون إنكار ما تحقق قبل 2021.