تراجع مقلق لأعداد النحل يهدد إنتاج العسل.. والبرلمان يطالب بتدخل عاجل
يواجه قطاع تربية النحل في المغرب تحديات متزايدة تهدد استمراريته، حيث بات التراجع الملحوظ في أعداد النحل يشكل خطراً حقيقياً على إنتاج العسل وعلى الزراعة بصفة عامة.
ويعتبر عدد من الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع هو الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية، وخاصة تلك التي تنتمي إلى فئة "النيونيكوتينويدات"، وهي مواد كيميائية تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي للنحل، مما يؤدي إلى ارتباكه وفقدانه القدرة على العودة إلى خلاياه، بل قد يصل الأمر إلى وفاته نتيجة التسمم.
وعلى الرغم من التحذيرات العديدة التي أطلقها الخبراء حول خطورة هذه المبيدات، إلا أن استخدامها لا يزال منتشراً في بعض المناطق الزراعية، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
كما أن التغيرات المناخية تلعب دوراً أساسياً في تفاقم المشكلة، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المتكرر إلى تقليص المساحات الخضراء وتراجع مصادر الغذاء الطبيعية للنحل. هذه العوامل تجعل النحل أكثر عرضة للأمراض والطفيليات، ما يسرع من انهيار مستعمراته.
إلى جانب المخاطر البيئية، يواجه مربو النحل تحديات اقتصادية متزايدة تجعل من الصعب عليهم الاستمرار في هذا المجال، أهمها ارتفاع تكلفة تغذية النحل والعناية به، خاصة خلال فترات الجفاف، يضيف أعباء مالية كبيرة على المنتجين.
كما أن التنافس غير المتكافئ مع العسل المستورد، الذي يكون في بعض الأحيان أقل تكلفة رغم جودته المشكوك فيها، يجعل من الصعب تسويق العسل المحلي بسعر مناسب يغطي تكاليف الإنتاج.
هذه الظروف أدت إلى تراجع أعداد المربين، حيث اضطر البعض إلى التخلي عن نشاطهم بسبب الخسائر المتتالية.
أمام هذا الوضع المقلق، تحرك البرلمان لمساءلة الحكومة حول الإجراءات التي تعتزم اتخاذها لحماية قطاع تربية النحل. حيث وجّه النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مولاي المهدي الفاطمي، سؤالاً كتابياً إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري، مستفسراً عن خطط الوزارة لمواجهة هذا التراجع المستمر في أعداد النحل.
وطالب النائب بتوضيح التدابير التي سيتم اتخاذها للحد من تأثير التغيرات المناخية والمبيدات الحشرية.
كما تساءل عن إمكانية توفير دعم مباشر لمربي النحل لمساعدتهم على تجاوز الأزمات الاقتصادية والتقلبات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على إنتاج العسل.
وجدد تأكيده أن النحل ليس مجرد حشرة منتجة للعسل، بل هو عنصر أساسي في النظام البيئي، حيث يلعب دوراً محورياً في تلقيح النباتات وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية.
