مختبرات دولية مهتمة بنيازك بالمغرب

الكاتب : الجريدة24

24 مايو 2020 - 03:00
الخط :

في 9 ماي 2020 نشرت اللجنة العلمية لتسمية النيازك التابعة للجمعية العالمية للنيازك رسميا إعلانين لنيزكين سقطا في المغرب وهما "واد لحطيبة" و"الفارسية"، وكان فريق من الباحثين من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء كلية العلوم عين الشق في مختبر GAIA قد قام بدراستهما وتصنيفهما بشراكة مع مختبر أمريكي تابع لمعهد النيازك بجامعة نيومكسيكو بالولايات المتحددة الأمريكية ومؤسسة الطارق وكذا الجمعية المغربية للنيازك وصيادي النيازك.
في يوم الخميس 27 يونيو 2019 على الساعة 5 مساء شاهد أهل منطقة واد نون لبضع ثوان خطا مضيئا بلون أصفر تحول فيما بعد إلى اللون أحمر متجها من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي دون تسجيل أي انفجار، وقد انتشر الخبر لدرجة الإعلان عنه في تقرير إخباري بالقناة الأولى للتلفزة الغربية، وقد انتقل إلى مكان السقوط العديد من صيادي النيازك الذين عثروا بعد يومين على القطع الأولى للنيزك وأطلقوا عليها اسم "لحمادة".
بعد بضع أسابيع بتاريخ الثلاثاء 20غشت 2019 شاهد سكان منطقة لحمادة قرب لمحبس شهابا آخر على الساعة 1.15 صباحا، اتخذ هذا النيزك شكل كرة نارية حمراء تعبر الغيوم متجهة من الشمال إلى الجنوب تلاها انفجاران، في الصباح الموالي بدأ العديد من صيادي النيازك بالبحث رغم الحرارة المفرطة لشهر غشت، وعثروا في المساء على القطع الأولى من هذا النيزك الذي أطلقوا عليه "خديم الشحم".
وقد قدمت الجمعية المغربية للنيازك وصياد النيازك السيد ح الحربي عينات للدراسة والتحليل ساعدت العلماء على جمع المعلومات الميدانية لتحديد إحداثيات النيازك وكتلتها إضافة إلى معلومات تفصيلية قدمها شهود العيان، وتعد هذه البيانات أساسية ومطلوبة لدى اللجنة الدولية لتسمية النيازك التابعة للجمعية العالمية للنيازك، وهي الجمعية الوحيدة التي تصادق على تصنيف النيازك وتسميتها.
كما قامت الأستاذة حسناء الشناوي بمساعدة طالبة الدكتوراه فاطمة الزهراء جديد من مختبر "GAIA" بالدراسة البتروغرافية والمعدنية لعينات من النيزكين، إضافة إلى تحديد الإحداثيات الجغرافية على الخرائط الطبوغرافية لجنوب المغرب مع رسم حقل الانتشار من أجل الحصول على أسماء الأماكن الأكثر ملاءمة.
كما قام المرجع العالمي في دراسة النيازك الأستاذ كارل أجي "Carl Agee" من معهد النيازك بجامعة نيومكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية بتحليلات جيوكيميائية للبلورات بواسطة المحلل المجهري الإليكتروني.
وقد أسفر البحث أن النيزك الذي سقط يوم 27 يونيو هو من نوع الكوندريت العادي (H5)، وقدرت كتلته الإجمالية بـ 20 كيلوغرام وأطلق عليه اسم "واد لحطيبة". أما النيزك الذي سقط بتاريخ 20 أغسطس 2019 قد صنف من نوع الكوندريت العادي L6 وقدرت كتلته الإجمالية بـ 1.3 كيلوغرام وأطلق عليه اسم "الفارسية"، وقد وقع الاختيارين على اسم واد لحطيبة والفارسية لكونها أسماء مغربية قريبة من مناطق سقوط النيزكين.
وبذلك يتأكد مرة أخرى أن المغرب يعد من بين الدول الأحسن تنظيما في العالم من حيث الإعلان عن السقوط النيزكي، ويعرف حركية كبيرة في هذ المجال، وقد انطلقت هذه الحركية من جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء منذ 2001، وذلك يعطي للبحث العلمي المقام بالجامعة مكانة مهمة داخل المغرب وخارجه على المستوى العالمي، ومن مظاهر ذلك تنظيمها للاجتماع السنوي السابع والسبعين للجمعية العالمية للنيازك في سبتمبر 2014 الذي أقيم لأول مرة بالمغرب العربي والشرق الأوسط واستمر أسبوعا كاملا وشارك فيه 420 باحثا بينهم 40 باحثا من وكالة NASA، ولقد ترأس هذا الاجتماع البروفيسور حسناء الشناوي التي صدر لها مقال في مجلة علوم Science حول نيزك  تيسينت  الذي يعد خامس نيزك مريخي شوهد سقوطه.

آخر الأخبار