سياسيون وأكاديميون يحذرون من تحريف النقاش حول "حكومة إنقاذ"

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

28 مايو 2020 - 02:30
الخط :

أثار النقاش الذي يشهده المغرب حول موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية أو ما سماها البعض بحكومة الإنقاذ، ردود فعل متباينة بين أطياف المشهد السياسي والأكاديمي، بين مؤيد للفكرة ومعارص لها، ورأي آخر اعتبره نقاش لا يخلو من أهمية في ظل مشهد سياسي مريض.
محمد جبرون، الأستاذ الباحث في الفكر السياسي، اعتبر أن النقاش حول إمكانية تشكيل حكومة وحظة وطنية أو حكومة إنقاذ، نقاش صحي من أجل إنضاج الأفكار السياسية وإخضاعها للتطور.

لكن جبرون حذر في المقابل، في تصريح "للجريدة24"، من تحريف هذا النقاش وإخراجه عن المناقشة المجردة من أي خلفيات سياسية أو حزبية ضيقة.
وتأسف جبرون لكون النقاش حول تشكيل حكومة وحدة وطنية اتخذت تجاها غير سليم، منبها إلى أن هذا النقاش يجب أن لا يكون موجها لخدمة أجنظة معينة أو ترتيب مشهد سياسي من أجل التمكين لزعماء او أحزاب سياسية معينة على حساب أخرى.
ولفت إلى أن تحويل النقاش من أفكار سياسية مجردة إلى أداة لخدمة أجندات محددة انحراف.
واعتبر أن المستقبل والممارسة والأفكار السياسية يجب أن تكون دائما مفتوحة على وجهات نظر مختلفة.
ويرى الباحث في الفكر السياسي أن النقاش السياسي يجب ان يسير في اتجاه تمحيص جدوائية ومدى امكانية التمكين لهذا الخيار او ذاك، أما وأن بنحرف عن سياقه المجرد فإن ذلك لا يساهم في ترشيد الحياة السياسية، بل قد يؤدي إلى إضعافها في الواقع.
ودعا المتحدث إلى تأطير النقاش في تجاه يخدم المصلحة العليا للوطن، وليس بالشكل الملاحظ حاليا، والذي يبدو أنه يخدم أجندة ومصالح حزبية ضيقة لبعض الجهات.

وكان محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، قال في تصريح "للجريدة24"، "لا اعتقد موضوع دعوة البعض لتشكيل حكومة انقاذ يستحق الاهتمام او إعطائه أكثر من حجمه".

ونبه بنعبد الله، إلى أن "هناك مسار ومؤسسات بهذا البلد، ولذلك يجب احترام المؤسسات والدستور ويتعين"، في إشارة إلى أن احترام الدستور أمر واجب لأنه ينص على الاختيار الديمقراطي لكونه ثابت من ثوابت الدولة المغربية.

وشدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أنه خارج المسار المؤسساتي والسياق ومنطوق الدستور تظل الدعوات لتشكيل حكومة انقاذ مجرد "مشاعر تحترم".

من جانبه، قلل محمد الطويل، البرلماني وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، من أهمية الدعوات والنقاش المثار حول "تشكيل حكومة إنقاذ"، في سياق النقاش حول جهود حكومة سعد الدين العثماني في مواجهة جائحة كوفيد 19.
الطويل اعتبر، في تصريح "للجريدة24"، أن الدعوات التي ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي بخصوص هذا الموضوع "لا يمكن أن نعتبرها كبيرة حتى يلتفت إليها، لأن من يدافع عنها قلة".
وأضاف المتحدث أن هذه الدعوات لا تعبر عن توجهات هيئات او حساسيات مجتمعية حتى يمكن الالتفات إليها.

ونبه القيادي في حزب العدالة والتنمية إلى أن بلادنا استطاعت خلال العقد الأخير تكريس الخيار الديمقراطي، حتى أن أعلى سلطة في البلاد انحازت بشكل واضح للاختيار الديمقراطي، لاسيما بعد 2011.
وأوضح محمد الطويل أنه بعد هذه السنة، أصبح الاختيار الديمقراطي ضمن الثوابت الاربعة للبلاد، بعدما ناضلت شرائح واسعة بالمجتمع من أجل ذلك، ورفعت شعار مواجهة الفساد والاستبداد، فأخذ المغرب الدرس وأعطيت العملية الانتخابية معنى وذلك بتعيين رئيس الحكومة من الحزب المتصدر للمشهد الانتخابي كما حصل في انتخابات 2011 و2016.

آخر الأخبار