الملتقى الدولي للتمر بالمغرب في مدينة أرفود

 محمد التفراوتي

أسدل الستار أن فعاليات  الدورة الحادية عشرة الملتقى  الدولي التمر المنعقد بمدينة أرفود خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر 2022.والمنظم من  قبل  جمعية الملتقى الدولي للتمر وبإشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وتحت الرعاية السامية للملك محمد السادس .واختير لهذه الدورة شعار "التدبير المندمج للموارد الطبيعية: من أجل استدامة وتكيّف المنظومة الواحية".

ويروم الملتقى في مختلف دوراته السابقة إبراز الدور الذي تلعبه الواحات في المنظومة البيئية  ووجوب المحافظة على الموارد الطبيعية الضرورية لاستدامة هذه المجالات التي تشكل حاجزا طبيعيا أمام زحف التصحر. وكذا إبراز مكانة النخيل المنتج للتمر، والذي يعد بمثابة القلب النابض لفلاحة الواحات وقطاعا رئيسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمناطق الواحات.

وشهد الملتقى العديد من الندوات الثقافية والعلمية والمهنية ، من قبيل منتدى الاستثمار، الذي يشكل فضاء للتبادل والترويج للاستثمارات في قطاع نخيل التمر. وعرفت هذه الدورة مشاركة مهنيي القطاع والفاعلين بالقطاع العمومي، إلى جانب الجيل الجديد من حاملي المشاريع. ونظم  المعهد الوطني للبحث الزراعي يوما علميا بتعاون مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وبشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة  (الفاو)، عرضت فيه عدة بحوث ومستجدات علمية للمهنيين والمؤسساتيين والباحثين والطلبة، فضلا عن جميع الفاعلين المعنيين، التطورات التقنية والتكنولوجية ومختلف الجوانب الكفيلة بتطوير القطاع.

يذكر أن المعرض الذي يمتد على مساحة 40 ألف متر مربع، على شكل عدة أقطاب. تهم "قطب الجهات"، و "قطب المؤسسات والجهات الداعمة" و"القطب الدولي"، و"قطب الرحبة"، و"قطب المنتوجات المجالية" و"قطب اللوازم الفلاحية".

وأتاح "قطب الرحبة"، الذي يمثل أحد أهم مكونات المعرض، الذي يشكل فضاء تبلغ مساحته 3000 متر مربع، للتعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، تسويق وتثمين منتوجاتهم من التمور.  كما خصص كل من "قطب المنتوجات المجالية" لعرض المنتوجات المحلية لمختلف الجهات، و "قطب اللوازم الفلاحية"، للمقاولات التي تعمل في مجالات الأسمدة ومنتوجات الصحة النباتية، والنباتات، ومعدات الري، والتخزين والتغليف والطاقات المتجددة وكذا المعدات الفلاحية.

وعرف الملتقى تنظيم العديد من المسابقات وورشات العمل، فيما ستعرف مدينة أرفود تنظيم العديد من العروض الفلكلورية والأمسيات الفنية.

يشار أنه تم إحداث موسم التمر بتافيلالت بموجب ظهير شريف سنة 1940 حيث كان ينظم سنويا بمدينة أرفود للمعاملات التجارية وتبادل التجارب بين جميع الفاعلين بالقطاع.

وفي سنة 1957، أعطى المغفور له  جلالة الملك محمد الخامس دفعة قوية لهذا الموسم خلال الزيارة التي قام بها لهذه التظاهرة. وبعد خمسة عقود، صدرت تعليمات ملكية لتنظيم الملتقى الدولي للتمر نظرا لأهمية النخيل في التنمية المستدامة للواحات.

وشكلت الزيارة الملكية الموالية، تحولا مهما  في مسيرة الملتقى، إذ قامت بتنشيط منطقة تشكل فلاحة الواحات بها، خاصة منها النخيل المنتج للتمر، مصدرا أساسيا للدخل بالنسبة للفلاحين.

وفي إطار مخطط المغرب الأخضر، شهدت السلسلة تطورا اقتصاديا وهيكليا كبيرا تبعا لتنزيل عقد -برنامج 2010-2020 المبرم بين الدولة ومهنيي نخيل التمر.  شهدت مساحة الأراضي الفلاحية المخصصة لنخيل التمر زيادة واضحة بنسبة 26 في المائة ، حيث انتقلت من 50000 هكتار في 2008-2009 إلى حوالي63000 هكتار في 2020-2021 وتضم بساتين النخيل الوطنية حاليًا حوالي 6 ملايين شجرة نخيل بفضل غرس 3 ملايين شتلة إضافية منذ سنة 2008.ويسجل على مستوى الإنتاج  في 2020-2021، ارتفاعا بنسبة 66 في الماىة مقارنة بموسم 2008-2009، بمتوسط إنتاج قدره 149000 طن.ط

وتتغيا تنزيل استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030" الجديدة، فيما يتعلق بتطوير سلسلة نخيل التمر، متابعة إعادة تأهيل بساتين النخيل التقليدية وتوسيع المساحات المغروسة خارج بساتين النخيل بهدف غرس 5 ملايين شجرة نخيل في أفق 2030. وتتعلق الأهداف المحددة الأخرى بتحسين الإنتاجية، وتطوير التثمين، وزيادة الصادرات وتنويع الأسواق، وتحديث قنوات التوزيع والتسويق الداخلي، وتثمين المنتجات الثانوية لنخيل التمر.

وشهدت فعاليات الدورة الحادية عشر للملتقى الدولي للتمر بالمغرب 2022   يوم الجمعة 27 أكتوبر 2022 منح جائزة الاستحقاق التقديرية للمشاركة الأجنبية لجناح الامارات، تسلمها عن الوفد الإماراتي الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية النخيل التمر والابتكار الزراعي من قبل كاتب عام ولاية جهة درعة تافيلالت السيد محمد بنعلال في حفل بهيج حضره مختلف الشخصيات الرسمية والهيئات والمؤسسات .

وتبعا لإعلان فوز جناح دولة الامارات بالمركز الأول، بين الدول المشاركة في الملتقى صرح  الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح ورئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي أن فوز جناح دولة الإمارات العربية المتحدة بالمركز الأول بالملتقى الدولي للتمور بأرفود يهديه إلى الشيخ منصور بن زايد آلنهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة تقديراً لدعمه لقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. وأضاف بأن هذا الفوز  جاء نتيجة طبيعية للجهود الكبيرة الذي تبذلها دولة الامارات بفضل القيادة الرشيدة  للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،  في تنمية وتطوير قطاع نخيل التمر على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.

وأفاد الدكتور  عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة  حققت فوزا جديداً يضاف إلى سجلها الذهبي في مجال دعم وتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاجالتمور، وذلك إثر فوزها بالمركز الأول كأفضل وأفخم جناح بين الدولة.

يشار أن الجوائز منحت بعد نقاش معمق وتبادل الآراء بين لجنة مختصة. وتبعا للزيارة الميدانية التي قام بها أعضاء اللجنة لمختلف الأروقة خلص جميع  الأعضاء اللجنة بالإجماع إلى منح الجوائز للفائزين.

يذكر أن الحفل عرف كذلك  توزيع جوائز الاستحقاق التشجيعية والتقديرية على عدة فئات أخرى تهم كل من جائزة أفضل المشاركة الأجنبية في المعرض، جوائز أحسن أروقة لعرض التمر بالجهات الأربع المشاركة.وجائزة أحسن مشاركة في قطب المستلزمات الفلاحية Agrofourniture .وجائزة أحسن وحدات انتاج التمر . ورواق المنتوجات المحلية.وجائزة أحسن  وحدات إنتاج التمر. وجائزة أحسن رواق المنتوجات ال مجالية.

وشاركت دولة الامارات العربية المتحدة هذه السنة كشريك رسمي للملتقى وبمشاركة وفد رفيع المستوى برئاسة السيدة مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة بالإمارات، وحضور الأستاذ العسري سعيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الرباط، والدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.

وأكد أمين عام الجائزة الدكتور عبد الوهاب زايد أن الوفد الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في الملتقى لهذا العام في دورته الحادية عاشر 2022 كان هو الأكبر في تاريخ مشاركات الجائزة في الملتقى منذ أحد عشر سنة ماضية، حيث شكلت المشاركة الإماراتية في الملتقى بإشراف الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي علامة فارقة بين الوفود الدولية المشاركة في الملتقى، ويتألف وفد الإمارات المشارك في الملتقى الحادي عشر للتمور بأرفود لهذا العام 2022 تحت مظلة جناح الجائزة 26 جهة تمثل القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني العاملين في زراعة النخيل وإنتاج التمور منهم عشر عارضين من دولة الامارات العربية المتحدة، وثمان عارضين من جمهورية مصر العربية، وثلاث عارضين من جمهورية السودان، وثلاث عارضين من المملكة الأردنية الهاشمية، وعارضين واحد من الجمهورية الإسلامية الموريتانية. ويتألف وفد الإمارات المشارك من الجهات التالية: جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، شركة أغذية ممثلة بـمصنع تمور(الفوعة)، جمعية أصدقاء النخلة، مصنع تمور خت، شركة نوادر للصناعات الغذائية، المركز الدولي للزراعة الملحية، الاتحاد النسائي، شركة تمور ليوا، وشركة تمور الإمارات، ومختبر العين للتقنية الحيوية النباتية والمشاتل.

ويشارك المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في فعاليات الملتقى ضمن الوفد الإماراتي  ليقدم ما توصل إليه المركز في مجال أبحاث النخيل.

واوضحت الدكتورة هندة المحمودي أن مركز "إكبا" بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات العربية المتحدة طور تجربة رائدة طويـلـة الأمد لاختبار تحمل أشجار النخيل للملوحة وتأثيرها على إنتاجية وجودة الثمار.

وتشـمـل الأصناف الـمـزروعـة عشرة أصناف من دولة الإمارات (أبو معان، برحي، فرض، جبري، خلاص، خصاب، خنيزي، لولو، نغال، شهلة) بالإضافة إلى ثمانية أصناف من المملكة العربية السعودية (أم الحمام، روثان، سكري، شقرة، عجوة المدينة، مكتومي، نبتة سيف، نبتة سلطان).

ينفذ المركز أيضا دراسة لتحديد الاحتياجات المائية لأشجار النخيل باستخدام تقنيات الاستشعار المائية لتحسين إدارة نخيل التمر، ويعمل على تجربة تقانات مكافحة آفات النخيل ومن أهمها سوسة النخيل الحمراء وذلك بالتعاون مع عدة جهات حكومية ودولية.

كما يتم تثمين منتوج النخيل من خلال دراسة التركيب الكيميائي والقيمة الغذائية (قيمة النسبة المئوية اليومية والكمية الغذائية المرجعية) لتمور مروية بمياه ري ذات درجات ملوحة مختلفة بالتعاون مع جامعة زايد بدبي.

ويدرس خبراء المركز الجوانب الاقتصادية لنخيل التمر من خلال مقارنة الخصائص التجارية لثمار النخيل المروية بالمياه المالحة مع نفس الأصناف المتوفرة بالأسواق المحلية بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد حاز المركز الدولي للزراعة الملحية على جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي للعام 2011 والعام 2022.

وقالت المهندسة مها عبد الله البشير من مجموعة النفيدي بالسودان  أنها تعتبر المشاركة  في الملتقى  برعاية من جائزة خليفة لنخيل التمر والابتكار الزراعي واهتمام واشراف مقدر من السيد الامين العام للجائزة الدكتور عبدالوهاب زايد يندرج في إطار مساهمة هذه الجائزة علي نشر وتطوير وترقية فلاحة وزراعة النخيل في الوطن العربي...حيث ترعي الجائزة قيام مهرجانات دولية للنخيل والتمور في عدة دول منها الامارات ،مصر ،السودان ،الاردن ومورتانيا كما تشارك الجائزة مشاركات قوية وفاعلة في مهرجانات وفعاليات متعددة  كما هي حاضرة اليوم في ملتقي ارفود المغرب ...ويمكن القول بأن الجائزة قد القت بحجر في خليج نخيل التمر فانداحت حتي وصلت الي المحيط.

وأضافت المهندسة مها أن سفينة النخيل انطلقت بقيادة   ربانها الماهر وطاقمه النشط صحبة مهرجان مصر ،السودان ،الاردن ومورتانيا في مهرجان التمور وعكس ثقافة التمور في ارجاء العالم.

وأكد د. محمد رفعت عرفه ممثل مركز تكنولوجيا أن حضور الملتقى ومشاركة الوفد المصري ضمن الوفد الإماراتي يشكل  فرصة  لتعظيم أواصر التعاون و التبادل التجارى والصناعى بين البلدين (المغرب ومصر ).

ومن جهتها أوضحت مهندسة إيمان حسين عن شركة العين للتقنية الحيوية والمشاتل مختبر إكثار النخيل أن الشركة تُعنى باكثار أصناف متنوعة من النخيل بتقنية زراعة الأنسجة ، منها الأصناف المتعارف عليها مثل البرحي والمجهول والخلاص ، بالاضافة الى الأصناف الجديدة أوالنادرة مثل نبتة المزروعي والهلالي المكراني وغيرها من الأصناف ، حيث يبلغ  اجمالي الأصناف التي يتم اكثارها في الشركة حوالي 66 صنف .

وأبرزت فوائد اكثار النخيل نسيجياً من خلال   زيادة عدد الشتلات من الصنف الواحد .و  خلو الشتلات من أي أمراض . نسبة نجاح الانبات والعقد تصل ألى 100 في المائة .كما يكون جحم الثمار أكبر وتمكن  شتلات من مقاومة للملوحة . وتكون طابقة لمواصفات النخلة الأم بنسبة 100 في المائة . وذكرت المهندسة مها حسين ان المشاركة في الملتقى تنشد  لتبادل الخبرات .   ولمعرفة آخرما توصلت اليه  تقنية زراعة الأنسجة. و ابراز دور الشركة في مجال زراعة الأنسجة .و  تمثيل دولة الامارات في المحافل الدولية .و   فتح أسواق جديدة لتصدير شتلات النخيل خارج دولة الامارات .