حكاية "ضابط إيقاع" لبس جِلباب الحُقُوقي

الكاتب : الجريدة24

19 سبتمبر 2020 - 10:40
الخط :

نَذِير العَبْدي

أن تُخلي المحكمة سبيلك بعد سنتيْن طويلتيْن من التحقيقات والحراسة النظرية. ثم تعود للمغرب مُتظلما وطالبا لإمتيازات كبيرة نظير كل ما ضاع منك. رغم أنك أنكرت كل التهم المنسوبة إليك وفي إعترافات موثقة في محاضر قانونية. فهذا لا يتقنه  إلا السيد "زياد". مع العلم أن كل المحاضر تعاملت مع السيد "زياد" كمستخدم في مصلحة المساعدة الاجتماعية، في حين أن المتهم الآخر أي "رضوان" هو الضابط الحقيقي وهو الذي بقي رهن الإعتقال طيلة مدة التحقيقات إلى يوم النطق بالحكم.

أن تُقدم نفسك "كضابط" رغم مستواك الاكاديمي والمعرفي المتوسط. و عدم وجود أي دليل مادي كالصور مثلا أو شهادات التخرج من أكاديمية الشرطة بالخارج أو الداخل. فهذا لا يتفنن فيه إلا السيد "زياد".

أن تُورط شخصيات مغربية مرموقة في المجال الحقوقي و الإعلامي والقضاء، في حفل تعيين قاضي معزول كخبير دولي ومستشار لدى معهد لاهاي لحقوق الانسان. وهي الشخصيات التي إختلطت عليها التسميات ولم تميز بين معهد السيد زياد الوهمي و"معهد لاهاي لحقوق الإنسان والقانون الدول". إسمحوا لي فهذا مجال محفوظ للسيد "زياد" وحده.

أن تقوم بعمليات "ترحال"  كبيرة بين مختلف التنظيمات الحقوقية وتنتقل بكل سلالة بين منظمة ومعهد وفيدرالية في ظرف أربعة سنوات. فهذا لا يقوم به سوى "رحالة" واحد و وحيد وهو السيد "زياد".

وهذا يعني إما أن السيد "زياد" هو إنسان خارق الذكاء، وبالتالي إستطاع لوحده خداع كل تلك المؤسسات والشخصيات. أو أن السيد "زياد" لا يشتغل بمفرده وأن له شركاء يشتغلون إلى جانبه أو معه أو يتلقى أوامرهم !

و للإنصاف فالسيد "زياد" يتمتع بقدر محترم من الذكاء والكثير من المكر لكنه ليس بخارق. كما أن تسرعه يُفقده أعصابه وبالتالي يسقط في الأخطاء. أظف أن بعض الحِيَل أصبحت متجاوزة ومكشوفة.

فقبل سنتي 2008 و 2010 لم يكن اسم السيد "زياد" معروفا بين أوساط الجالية. لأنه كان مشغولا في ملف الضابط "رضوان لمهيولي". وهو ما يعني ضياع فرصة الإنظمام للمجلس الإستشاري لمغاربة العالم الذي تأسس في دجنبر 2007.

لكنه بعد هذا التاريخ، سيحاول صنع شخصية حقوقية تنتمي لمغاربة العالم وتدافع عنهم ضد مؤسسات الهجرة  وضد الأحزاب وضد أي مؤسسة. مادام هو ممثل للعديد من التنظيمات الحقوقية الأوروبية و"بتاريخه" الحقوقي والنضالي الغير المسبوق.

لكن ذكاءه أو مكره أوحى له بأن لا يلعب دور الحقوقي في قضايا مغاربة العالم لوجود لاعبين متمكنين وأقدم منه في الميدان. فلم يكن له من خيار غير لعب دور "الإطفائي". خاصة وأن تلك الفترة عرفت إختلافات قوية بين بعض فعاليات مغاربة العالم وبعض مؤسسات الهجرة ونخص هنا المجلس الإستشاري ومؤسسة الحسن الثاني.

السيد  "زياد" وبجلباب "الإطفائي" سيُحاول مشكورا تقليص الهوة بين تلك الفعاليات وتلك المؤسسات. لكن لا شيء بالمجان. لأن كل محاولات الصلح كانت تجري في وقت يكثر فيه الحديث عن إعادة هيلكة المجلس الإستشاري لمغاربة العالم. وهو ما يعني نيته في حجز مقعد ليس بين الأعضاء بل في ترأس أحد لجانه.

وهو ما يعني حاجته إلى أبواق إعلامية وطَبًالين ينفخون في أعماله الخارقة ومنها محاولات الصلح وتسويق صورته وإسمه لدى المسؤلين الكبار. فوجد ضالته في المواقع الإلكترونية وهو ما جعله ينتقل إلى إيطاليا سنة 2016  للمشاركة في ندوة الاعلام والهجرة من تنظيم صديقة وتلميذه السيد "فرحان" الذي كان يظن أنه يحتمي بالحقوقي اللامع "زياد" في صراعه مع بعض ممثلي الديبلوماسية المغربية بروما. لذلك فإن ذات الإجتماع عرف الإعلان عن النية في خلق هيئة جديدة لها اختصاصات استقصائية وتوثيقية تستهدف القناصلة والموظفين والمؤسسات المغربية.

هذا دون الحديث عن الفشل الذريع الذي عرفه اللقاء بحضور يعادل أصابع اليد الواحدة، كما عرف حضور صديقهم "إمام طورينو المزور؛ غلام الخليج". اللقاء دام يوميْن كامليْن في فندق بضواحي مدينة بريشية الإيطالية ويُقال أن السيد "زياد"  لعب دورا كبيرا في حصول تلميذه السيد "فرحان" على الدعم من مؤسسات مغربية.

وهو ما جعل من السيد "فرحان" و مزبلته الإلكترونية رهينة في يد السيد  "زياد" وأصبح نشر المقالات التحريضية والاستفزازية يتم بأمر من السيد "زياد". الذي يعرف متى يتواصل مع المؤسسة أو الشخصية المستهدفة للعب دور "الإطفائي" و يأمر السيد  "فرحان" بعدم النشر مجددا في انتظار المقابل أو الإمتياز أو...أو...و تعزز الأمر بعد أن حصل السيد "زياد"  على موعد مع وزير الخارجية و رافقه في ذلك السيد فرحان بالرباط.

ستتعزز لائحة الطبالين بكل من بوشامة والدون فاتيش. مع توظيف ملفات جديدة في الشأن الديني والفساد العام. سيتكلف بها "إمام طورينو المزور" الذي سيذوق مع مرافقيْه من طورينو من أموال الريع، بعد أن نجح السيد "زياد"  في تحديد موعد مع أحد المسؤولين الأمنيين بالرباط. لكن سيخرج  "فرحان" أولا ويتبعه "بوشامة"  في كشف محادثاتهم بالرباط على راديو الكتروني بفرنسا. دون أي احترام للمؤسسة التي إستضافتهم بالرباط ولا طبيعة عمل تلك المؤسسة.

لكن مجرد الحصول على الدعوة للرباط شكل لكل من "بوشامة" و صديقه "إمام طورينو المزور" حدثا إستثنائيًا، وأن السيد "زياد" هو بالفعل شخصية إستثنائية. وهو ما جعلهم رهينة السيد "زياد" بالهجوم والتوقف في ملف الشأن الديني وخاصة الكونفدرالية الإسلامية بايطاليا. متى يشاء السيد "زيا " وما عليهم  غير السمع والطاعة...!

الهدف من لعب دور "الاطفائي" ليس بالضرورة  الحصول على تعويض مالي، بل أيضا الحصول على إمتياز معين، ويمكن أن يكون "العضوية" في إحدى الهيئات الدستورية للحكامة. وليس أقربها إلى قلب السيد "زياد" من المجلس الوطني لحقوق الانسان. كيف لا وهو المناضل الوطني الذي ضحى من أجل الوطن وحوكم في قضية مهمة جدا. كيف لا وهو الحقوقي الدولي وصاحب العديد من التنظيمات الحقوقية.  لذلك لاحظنا الحملة المسعورة التي قادها من الخارج تلميذه السيد "فرحان" بالطعن في طريقة التعيين وفي بعض الشخصيات المعينة. وأن عدم تعيين السيد "زياد" هو خسارة للمجلس الوطني لحقوق الانسان وللمغرب وليس للحقوقي اللامع "زياد".

وقادها من الداخل "الطًبًال" مصليح الذي إعترف بوجود علاقات عمل وبقرابة عائلية مع السيد "زياد". وذلك بتنظيم حملة ممنهجة ضد أجهزة أمنية بعينها. إذ لا يمكن الإنتباه الى توقيث الهجوم وكذا التواجد الجغرافي لتلك الأجهزة. أي وقع التركيز فقط على منطقة أمن البيضاء وبالضبط منطقة سيدي البرنوصي، وبالتالي فقد تم اختزال كل رجالات الشرطة والأمن في تلك المنطقة. بكل بساطة لأنها منطقة يعرفها جيدا السيد "زياد". وإلا فلماذا تم التركيز فقط على سيدي البرنوصي و ليس خريبكة ومراكش وتيزنيت أو وجدة أو فاس؟

كما أن من شأن تنظيم حملة الكشف عن بعض الإنزلاقات الفردية، التمهيد للسيد "زياد" للعب دور "الاطفائي" مادام يتحكم في "المزابل الالكترونية" لكل من السادة فرحان وبوشامة ومصليح.

نعتقد أن خيوط اللعبة قد إنكشفت في رغبة السيد "زياد" في عُضوية بعض المجالس الدستورية كممثلا لمغاربة العالم فيها، خاصة في المجلس الإستشاري لمغاربة العالم وبالمجلس الوطني لحقوق الإنسان. لكن عدم تعيينه في مجلس حقوق الإنسان ضمن التركيبة الأخيرة، كان له الأثر البالغ على نفسيته مما جعله يرفع من وثيرة الضغط والإستفزاز. وفتح أكثر من جبهة للصراع. وبنفس الأشخاص مما جعل أمر كشفهم غاية في اليسر والسهولة.

إننا نعمل بمنطق كشف الواضحات هو من المفضحات. لـذلك سنتوقف مُؤقتا عن الكشف والفضح. مادام الجميع وقف عند حقيقة  ضابط إيقاع" بلباس الحقوقي و الاطفائي..و...و ... إن عُدتم عُدنا...

رأي