ليَخْسَئ المتحالفون مع كورونا

الكاتب : الجريدة24

08 أبريل 2020 - 11:06
الخط :

عبدالله الفردوس

لا تزال جماعة شاردة من المرائين لابسي مسوح الرهبان على قلوب ملؤها الحقد والعدوان، تواصل تصعيد حربها على الدولة والمجتمع في ظرفية التفاعل الإيجابي والتعبئة الجماعية من أجل التصدي لوباء كورونا، فهذه الجماعة الشاردة لا تفوت فرصة دون التشويش على الجهود المبذولة والتحريض على التمرد وخرق الطمأنينة والهدوء والتضامن العام لاجتياز هذه النازلة بأمان.

ففي غمرة الحرب على الوباء، وتَحوُّلِ البلاد برمتها إلى ساحة معركة مفتوحة الجبهات على العَدوى، وعلى مروجي الشائعات والأخبار الزائفة، وعلى مثبطي العزائم، وخارقي حالة الطوارئ الصحية، وعدد من المتورطين في جرائم التحريض ضد الأمن وترويج ممنوعات أو مغشوشات أو رفع الأسعار واحتكار مواد حيوية...

أخرجت جماعة العدل والإحسان كل ما لديها من أحقاد دفينة للتذكير بمظلمتها المصطنعة، وأوعزت إلى نجل أمينها العام بنشر تدوينة استفزازية تقطر سما منقوعا، ضد سلطات بلاده، إما بهدف جس نبض المؤسسات، أو بهدف جر الدولة والمجتمع في هذه الظرفية المقيدة إلى مستنقع نقاشات محرفة ومغرضة، في غير وقتها حول الحريات والحق في التعبير والرأي... في تكرار مألوف وممل لسيناريو ابنة شيخ الجماعة ومؤسسها، التي دفع بها والدها إلى الواجهة طيلة عقود من الزمان، لتلميع صورة الجماعة وتعميق منظور مظلوميتها، واستعداء العالم ضد سلطات بلادها، وإطلاق بالونات اختبار استفزازية.

تتهكم التدوينة الحاقدة لنجل العبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، من قوات الأمن بجميع أسلاكها في ما ظهرت به من صور مشرفة ومعبرة عن حرصها على أمن المواطنين وسلامتهم، محرضا ضدها، واصفا نظام بلاده بأبشع الأوصاف من ديكتاتورية وإرهاب واختطاف وتعذيب.

وبعد توقيف هذا الحاقد على خلفية ما نشره، كما أوقف غيره من مروجي الأخبار الزائفة أو من الشاتمين للناس والناشرين للرعب في هذه الظرفية، والمؤثرين سلبا في التعبئة والتضامن الجماعيين، كانت الجماعة، بعد خلق الاستفزاز، متهيئة للمرور للمرحلة الثانية من خطتها، وهو التباكي في عز هذه الأزمة الصحية الوطنية، على الحريات والحقوق، وشغل الرأي العام بمظلمة أمينها العام الشيخ المتعبد في محرابه، واستهدافه في أسرته وابنه الشاب اللطيف الطيب البريء، علما أن ما يطلبه هؤلاء لنجل أمينهم العام هو الاستثناء من قاعدة المحاسبة والمساءلة على تزييفه للحقائق وتحريضه ضد الأمن، وطلب وضعية فوق القانون وفوق الجميع، لا يسأل فيها هذا الابن والنجم الصاعد عن ما فعله أو اقترفه في حق الغير أو في حق الوطن مما يحاسب عليه قانون البلد وشرائعه. لم تتكلم بيانات العدل والإحسان ودهاقنتها عن هذا السلوك الأرعن في هذا المنعطف الخطير من حياتنا، وعن ما يتسبب فيه من إساءة لكل العاملين الذين يتعاونون على حماية هذا الإبن ووالده وأسرته وعموم المواطنين من الأذى، ومن الضرر الذي يلحقهم من تفشي وباء كورونا، بسبب تهورهم وعدم احترامهم لإجراءات حظر التجمعات والاجتماعات.

ما أغاظ جماعة العدل والإحسان واضح من تدوينة نجل أمينها العام، ومن بلاغاتها وبياناتها وتصريحات زبانيتها، وهو هذا الالتفاف الشعبي وراء قيادة البلاد، وهذه الثقة الغامرة والمتبادلة بين المواطنين ومؤسساتهم ودولتهم، الأمر الذي يرجع بمخططات هذه الجماعة سنوات إلى الوراء، بعد كل ما بذلته من مجهودات لعقود من الزمن في حفر الخنادق، ونشر الأباطيل، وتسفيه الجهود، والتشويش على مسارات الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان ببلادنا، بدون نتيجة تذكر.

لم يكن منتظرا من جماعة اعتادت ركوب الأزمات والفتن من أجل الهيمنة وبسط نفوذها غير ما فعلته الآن من تحالف مع كورونا، بطعن المؤسسات العاملة ببلادها والضامنة لأمنها واستقرارها في الظهر، وعَهْدُنا بأن النبلاء من المعارضين أو الخصوم السياسيين، يترفعون في مثل هذه النوازل المؤلمة والظروف القاسية، عن نكء جراحات أو توسيع نزاعات، بل يتركون كل خلافاتهم وخصوماتهم جانبا من أجل التفرغ للمساعدة على إنقاذ الأرواح وعمل الخير، وليس لطلب تصفية حسابات وركوب دسائس وانتقامات ومزايدات.

أي شيطان خبيث ورجيم هذا الذي يسكن أرواح لابسي مسوح التقوى والإحسان، حتى لا يراعوا حرمة لأحد من الساهرين على أمنهم، ويتهكموا من مواطنيهم الذين يحترمون تنفيذ التوجيهات الأمنية والصحية للوقاية من هذا الوباء الكاسح، ومن شهداء الواجب الذين بدأوا في التساقط تباعا بعد أن تسرب الوباء إلى أجسادهم وهم في جبهات المعركة معه، ومع التنطع والمتنطعين أمثال هذه الجماعة الشاردة التي تُعِين العدو الخفي علينا، وتطعننا في ظهورنا.

يتشابه فعل الكورونا بجسدنا الجماعي بفعل ناشري الزائف من الأخبار، وفعل المحرضين على الفتنة وتجار المآسي، في كون هذه الأفعال جميعها عدوانا على أمننا واستقرارنا، وإعانة علينا بدل إعانتنا في زمن عز فيه النصير والولي الحميم.

فإلى هؤلاء الحاقدين الذين يواصلون تنمية الحقد والرفض في صفوفهم وفي صفوف شباب سرقوا أحلامه ومسخوا فطرته وخربوا روحه، وأطروه بالكذب والتعبد لهم، وتحقير الناس والاستعلاء على العباد والتكبر عليهم، نقول: إن ما تنتظرونه من تحقيق قومتكم ورؤاكم في سقوط الدولة واستيلائكم على السلطة، يزداد بعدا يوما عن يوم، وسيتحول إلى كابوس تدور دوائره عليكم بسقوطكم الأخلاقي والديني والسياسي المدوي أمام الأشهاد: " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" وليخسئ المتربصون ويخنس الخانسون.

رأي