هل التقويم الأمازيغي الحالي من بقايا التواجد الروماني في شمال افريقيا؟

الكاتب : وكالات

11 يناير 2020 - 12:30
الخط :

يعتبر التقويم الأمازيغي الحالي من بقايا التواجد الروماني في شمال افريقيا فهو من أحد الأشكال المتبقية لتقويم اليولياني الروماني الذي استعمل في أوروبا قبل إدخال التقويم الجريجوري الذي ما يزال قيد الاستعمال لدى الكنائس الشرقية؛ لذلك نجد أن: أسماء شهور التقويم الأمازيغي مشتقة من اللاتينية.

أول يوم من شهر "يناير" (وهو بداية السنة عند الأمازيغ) يتوافق مع يوم 12 كانون الثاني من التقويم الجريجوري، والذي يتزامن مع الإزاحة التي تراكمت خلال القرون بين التواريخ الفلكية والتقويم اليولياني وهذا اليوم يسمّى بـ "إيض ناير" أي ليلة رأس السنة الجديدة.

طول السنة وطول الشهور عند الأمازيغ هو نفسه في التقويم اليولياني: ثلاث سنوات مكونة من 365 يوما تليها سنة كبيسة مكونة من 366 يوم، والشهر ينقسم إلى 30 أو 31 يوم مع بعض الاختلافات الطفيفة في حسابات شهر فبراير.

أما تأخر رأس السنة الأمازيغي عن الروماني بـ 12 يوما يرجع إلى المعتقدات الأمازيغية التي لا تزال تروى في المنطقة الأوراسية الشاوية وهي قصة المعزة المسماة سلف المعزة : آرطّال ن'تغاطّ ⴶⵔⴻⵜⵜⴰⵍ ⵏⵜⵖⴰⵜⵜ

بينما أكد (Jean Servier) أن التقويم الأمازيغي ليس مشتقًا من التقويم اليولياني كما يظن علماء الفلك ، وإنما من التقويم القبطي - المشتق من التقويم المصري.

يناير أو جانفي أو ناير التيفيناغ ⵉⵏⵏⴰⵢⵔ بحسب اختلاف اللهجات الأمازيغية والمغاربية في شمال أفريقيا هو أحد الشهور الأمازيغية، فهو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2968 السنة 2018 الميلادية.

لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من قبيلة إلى أخرى، ويبدو أنه حتى بعض القبائل العربية تحتفل بالسنة الأمازيغية.

وتعد أكلة أوركيمن و الكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلك الاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبة عالمية أمازيغية الأصل، ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين أمازيغا وعربا. بل حتى إن المغاربة يتناولون الكسكس في يوم الجمعة كعادة عندهم.

حسب المعتقدات الأمازيغية فقد استهانت امرأة عجوز بقوى الطبيعة فاغترت بنفسها فسارت ترجع صمودها ضد الشتاء القاسية، إلى قوتها ولم تشكر السماء، فغضب يناير فطلب من فورار أن يقرضه يوما حتى يعاقب العجوز على جحودها، وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي مخافة عاصفة شديدة.

آخر الأخبار