رغم أنه توارى عن الأنظار إلا أن سعيد كريم بناني، رجل الإشهار الشهير في المغرب لا يزال يمد أذرعه كأخطبوط من اجل التحكم في هذه السوق، مستغلا في ذلك علاقاته "المريبة" مع إلياس العماري،رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة وأمين عام حزب الأصالة والمعاصرة السابق.
ووفق مصادر "الجريدة 24" فإن اختفاء سعيد كريم بناني يعود لانشغاله بترتيب البيت الداخلي لمجموع وكالاته الإشهارية والاستشارية الكائن مقرها بشارع مصطفى المعاني قرب المدارة التي كانت تعرف سابقا بـ"سبع شوانط" في الدار البيضاء، مشيرة إلى أن الرجل المقرب من إلياس العماري يروم التخلص من مختلف وكالاته وتجميعها في وكالة "MCN" الفرع المغربي للشركة الإماراتية الأم المستقرة في إمارة دبي.
المصادر ألمحت إلى أن سعي رجل الإشهار المعروف لإعادة الترتيب تنحاز لرغبته في إنهاء الجدل الذي التصق به بسبب علاقاته مع إلياس العماري، محيلة على أن التخلص من وكالات مثل "ويبر شاندويك" (Weber shandwick) و"لوو مينا" (Lowe Mena) و"UM" و"Fp7 mccann" وغيرها من الشركات التي يملكها وإحلال فرع "MCN" محلها، إنما ينحاز إلى الرغبة في "تمويه" متابعيه ومنتقديه وإبعاد الشبهة عن علاقاته المريبة بإلياس العماري الذي لم يعد رجلا قويا كما كان يشار إليه قبل اندحاره في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة.
وعلى ذكر الانتخابات التشريعية الأخيرة فلمن لا يعرف الرجل فهو من تفتق ذهنه عن فكرة مقلدة للرئيس الفرنسي السابق "فرانسوا هولاند" وقام بقيادة دراجة نارية من نوع "سكوتر فيسبا" بإلياس العماري بعد الخروج من فندق فرح "تيليب" حيث كان يعقد أمين عام "البام" آنذاك ندوة صحفية استعرض من خلالها البرنامج الانتخابي للحزب، وهي "اللفتة" التي جاءت بدعوى تخليص العماري من زحام الدار البيضاء واستعمال وسيلة توحي بالتواضع والقرب من الشعب لكن هذه "اللفتة" لم تنطلي على الجميع.
وتمتد العلاقات بين كريم بناني سعيد وإلياس العماري إلى عدة مناسبات فزيادة على شراكة الرجلين في المجموعة الإعلامية "Prestigia Print" (المؤسسة في 2014 وكان يملك منها العماري نسبة 45 بالمائة) والتي أصدرت ضمن ما منشوراتها صحيفة "آخر ساعة" الموؤودة بعد انتهاء مهمتها، استفاد الاول من صفقات ممررها إليه صديقه السياسي أبرزها تلك التي همت تنظيم مؤتمر "Med COP 22" في يوليوز 2016 بمدينة طنجة.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر أن إلياس العماري كان وقع تقريرا يقر بإتمام تنفيذ صفقة مرقمة بـ 04/RTTA/2016 وهي الصفقة التي همت الاستشارة واللوجيستيك والتواصل والأنشطة المتعلقة بتنظيم "Med COP 22" ويقع بموجبه على عاتق جهة طنجة تطوان الحسيمة حوالي 17 مليون درهما (1 مليار و700 مليون سنتيم) لفائدة وكالة "ويبر شاندويك" المملوكة لصديقه والقابع تحت ظله كريم بناني وكل هذا نظير نيابة الوكالة عن الجهة في فترة بالكاد فاقت شهرا بيومين من 17 يونيو 2016 إلى 19 يوليوز 2016!!