كما أشارت إلى أن البعثة رصدت تصدَّع العديد من مباني قصر آيت بن حدو في إقليم ورزازات، المُدرج في قائمة التراث العالمي منذ عام 1987. وتكبّدت العلية الجماعية المطلة على القرية أضراراً جسيمة. ودُمّر مسجد تينمل في إقليم الحوز بالكامل – وهو موقع يتبوأ مكانة هامة في تاريخ المغرب ومدرج في القائمة الوطنية التمهيدية للتراث العالمي.
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بحسب المصدر نفسه، أن هذه الكارثة يُمكن أن تُسفر عن آثار ملموسة على قطاع الاقتصاد الإبداعي، الذي تُبدي البلاد التزاماً خاصاً به، وكذلك على التقاليد والمعارف التي تُشكل التراث غير المادي.
وبالنسبة لقطاع التعليم، قالت اليونسكو إن حاله يبعث على القلق أيضاً، “إذ ضرب الزلزال منطقة ريفية نائية يصل عدد طلاب المدارس فيها إلى ما يقرب من مليون طالب ملتحق بالمدارس، فضلاً عن 42 ألف مُعلّم. ويُشير تقييم أولي أجرته السلطات المغربية إلى أن الكارثة أودت بحياة سبعة معلمين على الأقل، وألحقت أضراراً بأكثر من 500 مؤسسة تعليمية، و50 مدرسة داخلية. وإنّ ما يقرب من 40 بلدية في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت مضطرة إلى تعليق الدراسة مؤقتاً”.
وأعربت اليونسكو في ظل هذه الأزمة عن ثقتها التامة بالمهنيين المغاربة للتخفيف من وطأة حالة الطوارئ واتخاذ التدابير اللازمة، إذ يمتلك المغرب خبرة واسعة وصلبة في مجال حماية التراث وإعادة تأهيله، لافتة إلى أن المملكة وقعت العام الماضي اتفاقية مع اليونسكو تُتيح للبلدان الأفريقية الاستفادة من مهاراته – تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى السياسات التعليمية.
وأعلنت اليونسكو استعدادها لتقديم مساهمتها حسب الاقتضاء، مؤكدة أن مكتب المنظمة في الرباط على اتصال مع الوزارات المعنية.