الداسوكين في ذمة الله.. الكوميديا المغربية تفقد أحد عمالقتها

توفي الفنان الكوميدي مصطفى الداسوكين، مساء اليوم السبت، عن عمر ناهز الـ82 عاما، في مدينة الدار البيضاء
مصطفى الداسوكين، الذي يعتبر من رواد الكوميديا المغربية، كوّن ثنائيًا فكاهيًا ناجحًا مع الفنان مصطفى الزعري خلال ثمانينيات القرن الماضي.
واشتهر الثنائي بتقديم عروض ساخرة ومسرحيات استحوذت على قلوب الجمهور المغربي، قبل أن تفرق بينهما مسارات الحياة والفن.
استمرت مسيرة الداسوكين الفنية على مدار أربعة عقود، حيث قدم خلالها العديد من الأفلام والمسلسلات المغربية التي تركت بصمة لا تُنسى. من بين أبرز أعماله التلفزيونية مسلسل "ستة من الستين"، و"عائلة سي مربوح"، و"دموع الرجال"، التي نجحت في جذب جمهور واسع ومتنوع.
وعلى خشبة المسرح، قدم الداسوكين مسرحيات حققت نجاحًا كبيرًا مثل "شارب عقلو"، و"كاري حنكو"، و"نص عقل".
ورغم تاريخه الفني الحافل، عانى الداسوكين في السنوات الأخيرة من التهميش، حيث غاب عن الأضواء والتلفزيون، مما أثار حزن وإستياء محبيه الذين شعروا بفقدانه قبل وفاته.
هذا التهميش لم يقلل من قيمة إرثه الفني، بل زاد من تعاطف الجمهور معه وتقديرهم لأعماله التي ظلت تضيء سماء الفن المغربي.
وكان الداسوكين يتميز بأسلوبه الفريد وقدرته على إضفاء البهجة على وجوه المشاهدين من خلال أدواره الكوميدية التي كانت تجمع بين البساطة والعمق، مما جعله واحدًا من أعظم الفنانين الذين عرفهم الفن المغربي.
برحيل الداسوكين، تفقد الكوميديا المغربية واحدًا من عمالقتها، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال القادمة.