أزمة المياه في الدار البيضاء.. بين الانتقادات والحلول المبتكرة لسقي المدينة

في ظل أزمة المياه التي تعاني منها الدار البيضاء، أثيرت قضية هدر المياه الصالحة للشرب في سقي المساحات الخضراء بالمدينة، وهي مسألة أثارت جدلاً كبيراً خلال الدورة العادية لشهر أكتوبر لمجلس جماعة الدار البيضاء-سطات.
ووجه عبد الصمد حيكر، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية المعارض، انتقادات حادة للمسؤولين في المدينة، مشيراً إلى أن سقي المساحات الخضراء بالماء الشروب يتعارض مع حملات الترشيد التي تشهدها البلاد.
حيكر لم يكتفِ بذلك، بل أشار أيضاً إلى اعتماد المدينة على العشب الاصطناعي، الذي بدوره يتطلب كميات كبيرة من المياه، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
في المقابل، جاء رد أحمد أفيلال، المسؤول عن قطاع النظافة والمياه في المدينة، ليكشف عن استراتيجية جديدة تعتمد على محطات المياه العادمة والمعالجة لسقي المساحات الخضراء.
وأوضح أفيلال أن جميع عدادات المياه الصالحة للشرب قد تم إغلاقها لهذا الغرض، مشيراً إلى أن هذه المساحات كانت تسقى في السابق بالمياه الصالحة، لكن الجماعة اتخذت خطوات جادة لتغيير هذا الوضع.
وأضاف أفيلال، أن الجماعة اعتمدت على المياه العادمة والمياه الجوفية في سقي المساحات الخضراء كجزء من الجهود المبذولة لترشيد استخدام الموارد المائية.
كما أشار إلى محطة معالجة المياه العادمة في مديونة، والتي تم إنجازها في وقت قياسي لتلبية احتياجات المدينة.
هذه المحطة توفر 4 آلاف متر مكعب يومياً من المياه المعالجة لسقي المساحات الخضراء، بدءاً من شارع محمد السادس ووصولاً إلى مناطق بن مسيك، مولاي رشيد، وسيدي عثمان، وحتى الحي الحسني.
إضافة إلى ذلك، كشف أفيلال عن خطة لإنشاء محطة جديدة للمياه العادمة ستوفر 8 آلاف متر مكعب يومياً، مما سيعزز من قدرات المدينة في توفير مياه غير صالحة للشرب لأغراض السقي. محطة العنق ستلعب دوراً محورياً في هذا السياق، حيث ستساهم في توسيع نطاق السقي وسط المدينة.
وبجانب هذه المشاريع، حسب المتحدث ذاته، تتجه الجهود أيضاً نحو استرجاع المياه من العيون الطبيعية الموجودة في المدينة، مثل عين الشق، عين السبع، وعين الذئاب، والتي كانت مياهها تصب في البحر.
كما أوضح أفيلال أنه سيتم توجيه هذه المياه إلى شبكة القنوات سيعزز من موارد المياه المتاحة، خصوصاً في ظل الظروف الحالية التي تشهد موجة جفاف غير مسبوقة.
وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية متكاملة لتوفير بدائل مستدامة لمواجهة نقص المياه في الدار البيضاء، مع التأكيد على أن حماية الموارد المائية باتت أولوية ملحة تستدعي اتخاذ تدابير سريعة وفعالة.