نور الدين: المعركة الحقيقية للدبلوماسية المغربية داخل الاتحاد الافريقي هي طرد جمهورية الوهم

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

20 فبراير 2025 - 06:00
الخط :

اختلفت القراءات الديبلوماسية والسياسية بشأن فشل المغربية لطيفة أخرباش في انتزاع منصب نائبة رئيس المفوضية أمام منافستها الجزائرية سلمى حدادي.
وفي الوقت الذي اعتبر البعض أن فشل أخرباش فشل للديبلوماسية المغربية وتأكيد لعد فعاليتها وتأثيرها بالقارة السمراء، اعتبر قلل رأي ثان من شأن فوز الجزائرية بالمنصب المذكور.
أحمد نور الدين، المتخصص في ملف الصحراء والباحث في العلاقات الدولية، اعتبر أن "تعزيز موقع المغرب داخل الاتحاد الإفريقي يتوقف بالأساس على قوة استراتيجيتنا الدبلوماسية ونجاعتها، وعلى دينامية حكومتنا ودبلوماسيينا، وعلى امتلاكنا لتصور وآليات وكفاءات قادرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة".
وأوضح أحمد نور الدين، في تصريح "للجريدة24" أن "وصول بلد حليف إلى رئاسة المفوضية (محمود علي يوسف)، أو إلى أي موقع آخر داخل المنظمة الافريقية وفي أي منظمة دولية، إنما هو مجرد عامل مساعد فقط ولا يقوم أبداَ مقام الدبلوماسية المغربية".
ونبه إلى أنه "حين تحتل الجزائر منصباً مرموقاً ولو من الدرجة الثانية، سيشكل مصدر تشويش للمغرب". وقال إن "البرنامج الوحيد الذي تملكه الجزائر داخل إفريقيا، وحسب التجارب الفعلية السابقة، ليس هو حل النزاعات المسلحة أو الدفع ببرامج التنمية داخل القارة، أو تحقيق منطقة التبادل التجاري الحر، بل هو معاكسة مصالح المغرب والسعي إلى هدم وحدة أراضيه بأي ثمن".

وشدد الباحث في العلاقات الدولية على أن المغرب ووزارة الخارجية بالخصوص مطالبة بأن "تبقي الدبلوماسية الجزائرية تحت المراقبة المستمرة، لفضح تحركاتها داخل المنظمة الافريقية، وإبطال مفعول سحرها الأسود الموجه ضد المغرب".
ولفت أحمد نور الدين إلى أن "فوز المرشحة الجزائرية على المرشحة المغربية ليس بالمسألة العٓرٓضية، بل هو مؤشر مهم". وقال المتحدث إن "على من يعنيهم الأمر القيام بمراجعة الحسابات الدبلوماسية للمغرب، وتحليل دقيق لهذه النتيجة من طرف وزارة الخارجية والهيئات السياسية والأجهزة الأخرى المعنية بالموضوع، لاستخلاص الدروس والعبر وتفادي المطبات في المستقبل".

واعتبر أن المعركة الحقيقية للدبلوماسية المغربية داخل الاتحاد الافريقي، والتي طال انتظارها منذ ثماني سنوات، هي معركة طرد جمهورية تندوف الوهمية من المنظمة الافريقية".
وتأسف نور الدين حديث "مسؤول حكومي أو دبلوماسي محنّك عن كون عدم إدراج ملف الصحراء في أجندة الاتحاد الإفريقي على أنه انتصار للمغرب!"، متسائلا "كيف يمكن أن نتحدث عن انتصار للدبلوماسية المغربية على المستوى القاري، والكيان الوهمي يحتل مقعد العضوية داخل الاتحاد الافريقي باسم جزء من التراب المغربي؟!".

وشدد المصدر على أن "المنطق السياسي والدبلوماسي والقانوني والوطني يفرض على المغرب أن يكون حريصاً على طرح ملف العضوية غير الشرعية “للكيان الوهمي”، أمام الهيئات التقريرية في الاتحاد الإفريقي وفقاً لخطة محكمة طبعا، وبناء على حجج دامغة، لا أن يكون ممثلو المغرب من المهللين الفرحين بتجاهل الصحراء المغربية وعدم التداول فيها".
وشدد الخبير في ملف الصحراء على أن "طرد جمهورية تندوف الوهمية هي المعركة الحقيقية للدبلوماسية المغربية بل هي أم المعارك على المستوى القاري، ودون كسبها لا يمكن أن نتحدث عن انتصارات دبلوماسية في المنظمة الافريقية؛ تماما كما لا يمكننا أن نتحدث عن انتصارات في الأمم المتحدة مادام ملف الصحراء المغربية مُتداولا في اللجنة الرابعة".

وأشار نور الدين إلى أن "أكبر فائز في هذه الانتخابات هو الاتحاد الإفريقي ذاته، لأنه بحاجة إلى المواصفات التي يتوفر عليها رئيس المفوضية الجديد، وإلى تجربته الافريقية ودرايته بالملفات المعروضة على طاولتة".

وقال إن "محمود علي يوسف يجر وراءه تجربة دبلوماسية كبيرة تحمّل خلالها حقيبة الشؤون الخارجية في بلده منذ 2005 وخبر فيها أركان وكواليس المنظمة الافريقية".

آخر الأخبار