لهذا تجاهل المغرب الحركة الجديدة التي أطلقتها الانفصالية اميناتو حيدر !

الكاتب : عبد الإله سخير

24 سبتمبر 2020 - 12:00
الخط :

لماذا تم تجاهل المغرب الحركة الجديدة التي أعلنت عنها الانفصالية اميناتو حيدر بالصحراء، فين حين تم التعامل بصرامة مع مطالب حراك الريف؟ سؤال طرحه أكثر من متتبع داخل المغرب، لكن الشيء الغائب عن طارحي السؤال أنهم سقطوا في مغالطة فجة نتيجة المقارنة بين ملفين منفصلين. كيف ذلك؟

ملف الصحراء ملف عمر لبضعة عقود مرتبط بأجندة دولية وآخرى إقليمية، وتعتبر الجزائر حاليا اللاعب الكبير في الملف.

في حين ملف حراك الريف، كان شرارة أولى لإطلاق حركة انفصالية بالحسيمة وأقاليم الريف تم وأدها في المهد، لو أفسح لها المجال لكانت الأمور حاليا بهذه الإقليم خارجة عن السيطرة.

أما بخصوص الحركة التي أطلقتها اميناتو حيدر، وسمتها "الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي"بمدينة العيون ، فهي امتداد لتنظيم الكوديسا المنحل، وهو إطار حقوقي كان عبارة عن هيئة لانفصالي الداخل يعبرون فيه عن مطالبهم بتأشيرة من السلطات المغربية.

الجديد هو  ان العناصر المشكلة لهذا الإطار قرروا الخروج إلى العلن والتخلي عن يافطة العمل الحقوقي وإشهار الورقة السياسية، بإيعاز من البوليساريو والجزائر.

وبالتالي فان المغرب لن ينشغل بهؤلاء أكثر ما يهمه هو الرد على سيدهم ومشغلهم الجزائر الذي يرسم لهم ملامح عملهم ومتى يتحركون ومتى يقللون الحركة.

السؤال الذي كان على أصحاب مقاربة "لماذا السماح لاميناتو حيدر بالعمل في حين يتم الإبقاء على معتقلي الريف رهم الاعتقال؟"، هو لماذا اختارت الجزائر في هذا التوقيت تغيير قواعد اللعبة أو قواعد الاشتباك بالصحراء.

طيلة السنوات العشرين الأخيرة راهنت الجزائر في صراعها مع المغرب على مستوى ملف الصحراء، على ملفين أساسيين، هما ملفي حقوق الإنسان والثروات الطبيعية، هذين الملفين خرجت منهما الجزائر خاوية الوفاض، واستطاع المغرب ان يلقنها دروسا لا تنسى والأمثلة على ذلك كثيرة، حيث أقصى ما استطاعت أن توظفه الجزائر والبولساريو في هذا المجال هو ملف معتقلي اكديم ايزيك ورغم ذلك لم تطالا لا حقا ولا باطلا من المغرب.

نفس الشيء يذكر بالنسبة لورقة الثروات الطبيبيعة، حيث انتهجت البوليساريو ورقة الضغط على الشركات الأجنبية المستثمرة بالأقاليم الجنوبية من أجل مغادرة المغرب دون أن يثمر هذا الضغط عن أي نتيجة تذكر.

أقصى أنواع الضغط الذي قامت به الجزائر غبر صنيعتها البوليساريو، هو اعترض شحنات الفوسفات المغربية التي كانت تخرج ميناء بوكراع  في الموانئ العالمية وصلت إلى حد مصادرة بعض الشحنات في شكل شبيه بالقرصنة البحرية، واستطاع المغرب أن يخرج منتصرا في هذه المعارك كلها.

الآن بعد أن صارت ورقة حقوق الإنسان وملف الثروات الطبيعية ورقتان بدون جدوى، ارتأت الجزائر أن تغير قواعد الاشتباك مع المغرب عبر الورقة السياسية مباشرة، بإخراج رديء جدا عبر حل الإطار الحقوقي القديم والإعلان عن إطار سياسي جديد أطلقت عليه "الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي"بمدينة العيون .

لعل الملاحظة الأساسية لهذا الإطار الجديد هو كون الجزائر قامت بحل الفريق القديم واحتفظت بنفس عناصره لشغل مهمة جديدة، أي أنها قامت فقط بتغيير اسم الفريق من الكوديسيا  الى الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، الأمر الذي يطرح التساؤل لما عجزت الجزائر طيلة صراعها مع المغرب في خلق عناصر جديدة موالية لها داخل المغرب، دون أن تكون مضطرة إلى الاعتماد على نفس العناصر التي تحصد الخيبات والفشل في كل قضية تسند إليهم.

وللموضوع بقية..

آخر الأخبار