حين يمرر وثائقي فرنسي مغالطات لضرب المغرب ومؤسساته المواطنة

الكاتب : الجريدة24

16 سبتمبر 2021 - 04:23
الخط :

لا تفتر نوايا المتربصين بالمغرب أبدا، وهم يبذلون قصارى جهودهم للنيل منه في تحيُّن صارخ للفرص تارة وأخرى لرحابة صدور المغاربة وإيمانهم الراسخ بالأخلاقيات.. لكن كيف إن ضاقت الصدور وتقرر فضح خفايا النوايا المبيتة تجاه المملكة كما جرى تصريفها خلال وثائقي اقترفته قناة "فرانس 5" الفرنسية تحت عنوان "Vert de Rage/ Maroc"؟

لقد سقط القناع عن منتجي الوثائقي الفرنسي بعدما حاد عن مسار أخلاقيات الصحافة، وهو ليس بشيء طاريء بقدر ما كان مدبرا له من لدن هؤلاء المنتجين ومعهم المشرفون على القناة الفرنسية، راغبين من ورائه في تمرير مغالطات عديدة يراد من ورائها تشويه صورة المغرب عبر تلطيخ مبادراته النبيلة وانخراطه اللا مشروط في صون البيئة وبسط كل مقومات وظروف تثمينها والحفاظ عليها.

السؤال له ما يبرره لو انكشف أن الصحفي "Martin Bourdot" الذي أنجز الوثائقي خالف كل القواعد الصحفية في ذلك، وضرب عرض الحائط بكل المباديء وهو يخرج تصريحات محاوَرين مغاربة، غرَّر بهم، عن السياق ويتلاعب بها ويحوِّرها ليبلغ الغاية التي يريد والتي سلف ذكرها.

وفي هذا الشأن، قال صلاح الدين الخرواعي، وهو صحفي اضطلع بمهمة مرافقة الطاقم الصحفي وإرشاده إلى الأماكن التي يرغب في التصوير بها والأشخاص المرغوب التصوير معهم (يشار لهذه المهمة بـFixeur)، "لقد بدا لي جليا أن المشرفين على الوثائقي ليسوا غير متآمرين على المغرب، حلوا بين ظهرانينا لتنفيذ مخطط كانوا يضمرونه ولم يعلنوا عنه أثناء تصوير لقطاته، قبل أن يكشفوا عن نواياهم الخبيثة فيما بعد متلاعبين بكل التفاصيل لضرب المغرب وتشويه سمعته".

وإذ أصاب عمى العداء منتجي الوثائقي من شركة "Première Ligne Télévision" الفرنسية ليفبركوا  التصريحات كاملة وإخراجها عن سياقها الحقيقي، أفاد المتحدث مع "الجريدة 24" بالقول "لقد وقفت على حقيقة أن الفيلم الوثائقي ذو حمولة سياسية معين لخدمة أجندة معينة وأشخاص معينين، وقد جرى إنجازه بأسلوب يتنافى جملة وتفصيلا مع الطريقة التي جرى الاتفاق عليها من البداية".

ووفق صلاح الدين الخرواعي، الذي استشعر غدر منتجي الوثائقي الفرنسي، فإن الطاقم الصحفي ادعى أن التحقيق يروم الضغط هناك في فرنسا من أجل تغيير أحد القوانين البيئية، بينما انكشف فيما بعد أن الغاية لم تكن غير استهداف المغرب وتصريف مغالطات عدة حول مؤسساته الوطنية.

وأكد الخرواعي على أنه سبق وقدم طلبا من أجل نشر التحقيق الذي أنجزه موازاة مع الفيلم الوثائقي لكن طلبه قوبل بالرفض دون مبرر، محيلا على أن منتجي الوثائقي هم من اختاروا توقيت بثه والذي يرى هؤلاء أنه مناسب لإتمام مهمة تشويه سمعة المغرب وهز صورته.

إذن فيما أكده صلاح الدين الخرواعي، الذي يفقه خبايا الإعلام ويخبر دواليب صاحبة الجلالة، ما يؤكد سوء النوايا التي تحكمت في صناع الفيلم الوثائقي "Vert de rage/ Maroc" للإضرار بصورة المغرب عبر أكل الثوم بأفواه أبنائه الذين اعتقدوا حينها أن المشرفين عليه يتحلون بأبسط الأخلاقيات بعيدا عن خدمة أجندات معادية.

ولذلك، لم تعد خفية الأفكار التي عنَت إلى عقول منتجي الوثائقي من محترفي الـ"Infox" ليتلاعبوا بمصائر أناس بسطاء طيبوا المعشر فتحوا لهم قلوبهم مشرعة، لكنهم غدروا بهم وحوروا تصريحاتهم وغيروا في سياقاتها.

إذ كيف لصحفي مثل "Martin Bourdot" أن يسمح لنفسه بذل كل المساعي للنيل من المغرب واستهداف مؤسساته الوطنية مثل "المجمع الشريف للفوسفاط" (OCP) محاولا بشتى السبل حشره في زاوية المتهم الذي لا يقيم وزنا للبيئة ويعيث فيها فسادا دون مبالاة من القائمين عليه بتعهدات المغرب إزاء الحفاظ عليها؟

إن الأمر لا يتعلق بالسعي وراء مجد زائف أو "غصب" آهات الإعجاب بالكذب، بقدر ما يندرج ضمن خطة مدروسة تستهدف مؤسسات مغربية وطنية ومواطنة تثير غيظ أعداء المملكة وهي تراعي مصالح البلاد والعباد، وهي خطة تندرج ضمن سلسلة من المخططات مثل ما أثير كذبا حول برنامج "بيغاسوس" وغيرها من المناورات التي تستهدف المملكة لتقويض تقدمها وضرب صرح اقتصادها الذي أصبح يخيف الكثيرين.

ولتنفيذ المخطط "الطويل" لم يجد منتجو الوثائقي الفرنسي من بُدٍّ لتنزيل مؤامرتهم المؤدى عنها على أرض الواقع، غير الطيران نحو آسفي وإقناع صلاح الدين الخرواعي، الصحفي في موقع "لكم" للمشاركة فيه رفقة آخرين عبر إيهامهم أنهم يرغبون في إنجاز تحقيق صحفي بقواعده لكن النتيجة جاءت مخيبة.. وثائقي مفبرك يبتعد عن الاحترام هو من أنتجوه ما ابتعدت السماء عن الأرض.

آخر الأخبار